المقالات

نايف والصحوة وقمة الدوحة

1408 14:49:00 2007-12-06

بقلم : سامي جواد كاظم

قصاب ملابسه ملطخة بدماء الذبائح التي يذبحها وسكينه في محزمه دخل خربة لكل يتبول فاذا به يصادف قتيل مطعون بسكين ومضرج بدمه فرآه الناس فاقتادوه الى امير المؤمنين علي (ع) ظنا منهم انه القاتل ، وعندها لم يجد القصاب مفزعا يلجا اليه فما كان منه الا ان يسكت ولم ينكر الجريمة وكان الحكم هو الحد وقبل التنفيذ ياتي شخص فيقر بالجريمة وان القصاب مظلوم ولم يرتكب الجريمة فاحال امير المؤمنين (ع) القضية الى ولده الحسن (ع) ليحكم بها فحكم المجتبى (ع) بتبرئة القصاب واعطاء الدية لاهل المقتول من بيت المال واطلاق سراح القاتل على ان لايعاود الفعلة ثانية ، هنا استغرب الحاضرون من الحكم وعند الاستفسار من الامام الحسن (ع) عن سبب الحكم هذا اجاب ان المجرم الذي اقر بجريمته قبل تنفيذ الحد بالبريء يكون قد احيا نفس ومن يحي نفس فكأنه احيا الناس جميعا ...انتهى .

هنا صحوة المجرم صحوة فعلية لا قولية فانه بصحوته هذا كما قال المجتبى (ع) قد احيا نفس من الهلاك ، فهل ما يحدث من صحوات اليوم هي على شاكلة صحوة صاحب الرواية ؟!نعم هنالك الكثير ممن يصحون على ما كانوا عليه من ضلالة وسوء تصرف وانتهاك حقوق ويحاولون بعد الصحوة تعويض ما فاتهم من سنين العمر التي قضوها بالمعصية بعمل الخير ونشر المعروف .المعاصي المرتكبة من قبل الشخص الذي يصحو على نفسه تتفاوت تاثيرها وعقابها حسب الشخص المتضرر من هذه المعاصي ، حيث هنالك اعمال اجرامية تدخل ضمن المعصية الا انه لا يمكن لها ان تمحى عن صاحبها الا بالحد والعقوبة عليها .

الامام علي ( ع) ظاهرة تاريخية لم ولن تتكرر في ما يحمل من علم وتقوى وعدالة ويكفيه اينما يدور يدور الحق معه لا هو يدور مع الحق ، ان السبب الرئيسي الذي اشعل الحروب الثلاثة في زمن خلافته هو عدالته ، نعم ما ان امسك بزمام الخلافة حتى بدأ يقتص من الذين ارتكبوا المعاصي في زمن الخلفاء الذين سبقوه على سبيل المثال لا الحصر طلب الامام علي (ع) عبد الله ابن عمر فلم يجده والسبب ان هذا الرجل قام بقتل ابا لؤلؤة وعائلته مما جعل امير المؤمنين (ع) يطلب من عثمان القصاص من ابن عمر فان قتل ابا لؤلؤة مشروع لانه قتل الخليفة الثاني ولكن عائلته لا يحق له قتلهم ، كما ان الامام علي (ع) استدعى كل من اخذ من بيت المال اكثر من حقه وطلب منهم استرجاع ما ( سلبوا ) من مال .

هذه العدالة جلبت له الاعداء وكلهم من قوم لا اله الا الله ، ولعل الكل يذكر نصيحة المغيرة ابتداءا للامام علي (ع) بترك معاوية وشانه لحين استتباب الامر له ولكن الامام علي (ع) رفض ذلك .اليوم بالعراق اصبحت الصحوة مفردة شائعة وكثيرة الاستعمال ومن هذه المفردة تكون لدينا مجموعتين او صنفين تحت اسم الصحوة منها حقيقية ومنها مزيفة فالحقيقية هم الذين يصحون على حال مجتمعهم وما يقترف فيه من اجرام بعد ما كانوا لا يتدخلون في اصلاح وردع السلبي وهذه المجموعة عندما تصحو تصحو بنزاهة ومصداقية وخير مثال على ذلك حجر الاساس للصحوات هم صحوة الانبار .

اما المزيفة هي التي تتكون عناصرها ممن اجرموا بحق الشعب متذرعين بالتوبة والعدول عن سلوك طريقة الجريمة ودائما تجد لمثل هؤلاء علاقة القوات الامريكية معهم في انتقائهم وتعينيهم وتسليطهم على رقاب الناس على ان يكون القتل في هذه الحالة شرعي كما حصل في السيدية والدورة وبعض مناطق ديالى .واليوم نطالع في اكثر من وسيلة اعلامية خبر مفاده انتقاد وزير الداخلية السعودي للمشايخ الوهابية التي تحرض على القتل بعد ما كانت له تصريحات سابقة تشبه كبسولة المتفجرات في تاجيج الارهاب في العراق مع تاييده بكل ما اوتي من قوة لهذه العناصر الارهابية ناهيك عن تخصيص ميزانية لهؤلاء الارهابيين ،كما انه كم من مرة اعلن انه سوف لا يقف مكتوف الايدي وهو ينظر الى اخوانه اهل السنة في العراق يظلمون ، وكم تباكوا على ذلك في اكثر من مناسبة .

انا لا اشك بل انا متيقن ان صحوة السيد نايف صحوة مزيفة ولا تاتي بنتائج جيدة على الوضع العراقي كما ان الذي لديه منصب مثل منصبه ويصحو على زمانه فالعمل افضل دليل على صحوته وذلك من خلال اتخاذ القرارات وتنفيذها بحق من يكفّر ويحرض على الارهاب لا ان يكتفي بالانتقاد لان هذا الانتقاد هو سياسي ليس الا .والعراق اليوم ليس بحاجة لصحوة الاخوة العرب بقدر ما هو بحاجة الى الكف عن التدخل في شؤونه هم ومن غيرهم من دول الجوار ، فان اهل العراق اقدر على النهوض بالعراق وشعبه لا بل اؤكد بانه سيكون افضل حالا من الدول المجاورة والعربية قاطبة اذا ما اتيح له ان يعمل ضمن الاجواء الاعتيادية التي تعيشها الدول المستقرة .وان تدخل دول الخليج حصرا دون غيرهم بات امر واضح وكذلك مدى علاقة سلاطين هذه الدول باقزام حزب البعث في العراق اصبحت ظاهرة للعيان .

اليوم وفي ختام قمة مجلس التعاون الخليجي صدر البيان الختامي وتضمن فقرة تؤكد على المصالحة في العراق ، اليس هذا تاكيد على هوية الطرف الثاني في المصالحة الذي يعتقد انه مجهول ،ولكن الشارع العراقي كلهم يعلمون من هم الطرف الثاني ، المشكلة التي تعاني منها المصالحة هي امران الطرف الاول المتمثل بالحكومة يريد الصفح عن بعض المجرمين والطرف الثاني يريد الصفح عن كل المجرمين مع الحصول على المناصب الحكومية الحساسة ، تخيلوا الاجحاف الذي يلحق بالعراقيين الذين ظلموا على يد جلاوزة صدام والى أي مدى كانت دول الخليج مستفيدة من هؤلاء الجلاوزة لدرجة التاكيد على المصالحة في بيانهم الختامي لقمتهم .وماجاء تاسيس المجلس السياسي ( للمقاومة في العراق ) الا للغرض ذاته وهو اشراكهم في العملية السياسية الجارية في العراق من خلال خيمة المصالحة البغيضة والتي ان تحققت فان الشعب العراق يقبل بها على مضض ،كما انه جاء تاسيس هذا المجلس بعد ما فشلوا في تعطيل العملية السياسية في العراق نعم سارت ببطء بسبب اعمالهم الارهابية الا انها لم تعطل .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الحمداني
2007-12-07
تعقيبآ على تعليق الأخ علي أحمد نجيب العوادي بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كلامك على العين والراس ولكن هل تعلم أخي الكريم أن حكومتك لا زالت في طور التكوين فهي لحد الأن لا حول ولا قوة الأ بالله العلي العظيم ولا تمتلك القوة الكافية حتى للقضاء على الأرهاب لحد الأن ولكن أخي الكريم هل تعلم أن مجلس النواب يحمي مجاميع من الأرهابيين وعلى رأسهم الدليمي وحتى حناك منهم القتلة والذين هم جميعآ لازالوا يختبؤون في المنطقة الخضراء يا أخي مصيبتنه كبيرة جدآ وخاصة في ديالى وشكرآ
علي أحمد نجيب العوادي
2007-12-06
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم الدول المحيطة لهاتدخل واضح بشؤون العراق بمختلف وتنوع الطرق والأساليب وعجبي على الحكومة والصمت لسفك دماء العراقيين أرهاب عربي منظم وتدمير البنية التحتية رغم كل ماكتبت لحكومتنا الرشيدة راجعوا ملف لوكربي(الطائرة الأسكتلندية)ومبلغ التعويض لضحايا أسقاطهامن قبل عملاء المسموم القذافي ، لماذا لاتطالبون العرب بالتعويض لضحايانا وممتلكاتنا نحن دولة مدعومة من أقوى قوة في العالم وهناك مايثبت ذلك لتضررنا من العرب واجهوهم بالإثباتات وملفات التحقيق يفرح شعبكم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك