المقالات

السيد عبد العزيز الحكيم بين الجهاد والسياسة

688 2017-06-03

عمار العكيلي 

ولد السيد في النجف الأشرف، من أسرة دينية علمائية، وجهادية، فهو الإبن الأصغر،لزعيم الطائفة السيد محسن الحكيم،عاش حياة صعبة في ظل الإضطهاد، الذي مارسه النظام البائد،على آل الحكيم، فكان هذا البيت، من أكثر البيوت، التي قدمت شهداء، إذ أعدم منهم ثلاث وستون فردا، وأعتقل منهم أكثر، من مئتي شخص من الرجال والنساء. 

بعد أن قام النظام الصدامي، بإحتجاز السيد الشهيد محمد باقر الصدر، تفرغ السيد عبد العزيز،لترتيب علاقة السيد بالخارج، وكان حلقة وصل بين السيد الشهيد، وطلابه، وجمهوره في داخل العراق، وخارجه وقد تحمل في ذلك، أخطارا كبيرة هددت حياته، ولم يكن إيصال الرسائل، بالطرق المتعارفة، بل بالإشارات والرموز. 

لقد كان الشهيد الصدر، يوليه رعايته، وإهتمامه الخاص، وقد أوصى بعض كبار تلامذته، أن يجعل من السيد عبد العزيز "هارونه" إشارة إلى الإخوة الرسالية، بين موسى وهارون، وكتب للسيد وكالة مطلقة قل نظيرها، أجاز له إستلام كل الحقوق الشرعية، وصرفها بالطريقة التي يراها مناسبة. 

كانت بدايات السيد الجهادية، حين أصدر الشهيد محمد باقر الصدر، فتواه الشهيرة بالتصدي للنظام البعثي، وإزالة كابوسه اللعين، بإعتماد الكفاح المسلح، كوسيلة لمواجهة النظام، بعد أن أغلقت كل السبل، فتبنى السيد عبد العزيز الكفاح المسلح، وبعد هجرته خارج العراق، أسس مع مجموعة من المتصدين، حركة المجاهدين العراقيين، في الثمانينيات، كذلك ساهم في تأسيس، جماعة العلماء المجاهدين، ثم أصبح عضوا، في الشورى المركزية للمجلس الأعلى، ثم أنتخب بالإجماع رئيسا له، بعد إستشهاد السيد محمد باقر الحكيم. 

بعد سقوط النظام البائد، عاد السيد مع أخيه السيد محمد باقر الحكيم، وأنتهجا سياسة عقلانية، وضعا مصلحة العراق أولا، وتبنيا الجانب السلمي، في المفاوضات مع القوات المحتلة، وأختلفوا مع حلفائهم إيران، في إنتهاج المقاومة المسلحة، لأن الشعب كان منهكا، ولا يتحمل مزيدا من الحروب، وأن العراق محكوما بمعادلة ظالمة، منذ 1400سنة، فكان للسيد عبد العزيز، الدور الأبرز في ترسيخ النظام الديمقراطي، القائم على حكم الأغلبية كأحد مصاديقه، وبتأييد المرجعية العليا في النجف الأشرف. 

لم نعهد عن السيد الفقيد، أنه إستأثر بمنصب، رغم شعبيته ونفوذه في ذلك الوقت، فتنازل عن منصب رئاسة الوزراء، لحزب الدعوة الذي تلقفها منذ ذلك اليوم، وحتى يومنا هذا، وذلك حفاظا على الوحدة الشيعية، والمصلحة الوطنية، فكان همه لملمة شتات الأحزاب الشيعية، في كيان واحد هو" الإئتلاف الوطني الموحد" الذي تزعمه في ذلك الوقت، وكان يتابعه في أشد حلاته حرجا، وهو على فراش الموت. 

إلا أن السيد لم ينصف، فهو مأكول مذموم، بين جهل الجاهلين، وحقد الحاسدين ،ومكائد شياطين الإنس، من الأقربين، والبعيدين فعاش مظلوما، ومات مظلوما، وهذا درب الأولياء، والصالحين، وهذه الأيام التي تمر علينا، هي ذكرى رحيله، ولعلنا ننصف الرجل بعد مماته، بتلك الكلمات الموجزة، إذا لم ننصفه في حياته. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك