المقالات

الإنسان بين التدين والانحراف ديني-ج2

888 2017-05-01

المهندس أنور السلامي 

توقفنا في الجزء الأول لقولنا- فانقطعت سهام الأفكار عن التراشق.. لتبدءا مرحلة جديدة, خالية من الصراع النفسي, وبناء هذا الإنسان المسلم بعيدا عن الإشكالات, وسهام الأفكار المنحرفة, التي تدمر, ما تم بناءه لسنيّن طوال,ويهدم بفكرة معينه, مما يجعلها تتقاطع مع الأفعال والممارسات لمعتقداته, وأعنفها ما نشاهده اليوم, من ممارسات عنيفة باسم الإسلام الذي اقترن اسمه بسبب تلك الممارسات بـ (الإرهاب), وهو أعظم مظاهر الانحراف الديني, فلا يمكن عبادة الباري عز وجل من حيث يعصى, لذلك يجب تحصينه منها, باستخدام منهج فعال, ناجح للتعامل مع هذه الظاهرة. وهي على مرحلتين : 

الأولى: مرحلة الطفولة .. معتمدين فيها على أسس قوية, وهي فطرة الإنسان كما في قوله تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ الروم : 30 ), يجب أن نعلم ,الفطرة وحدها غير كافية لتثبيت وترسيخ العقيدة , لذلك يجب إثارتها وتحفيزها, بأتباع طرق روحية بسيطة ومنها تلقين الطفل في الأيام الأولى من الولادة, فيستحب الأذان في الإذن اليمنى والإقامة في الإذن اليسرى , هذا التلقين سوف يؤثر يجابا على روح الطفل , ويعتبر نقلة نوعيه له من مرحلة الفطرة الربانية الأولية إلى مرحلة استمتاع والاستئناس بالصوت,وتفاعله مع العقل والروح, وكذلك عندما يكون الطفل في وضع الرضاعة , يفضل الإكثار من ذكر الله, وتمجيده والصلاة على النبي وآله, وحالة التفاعل هذه ليست مادية فقط, بل علينا أن نعلم إنها ارتباط مادي وحسي مع لبن امة , وبمرور الوقت تتحول إلى معتقد راسخ. 

الثانية: مرحلة الشباب.. يجب الاعتماد على الطرق الحديثة والمتطورة, واقصد بها المعروفة لدى الشباب بل هم تعودوا على التعامل معها, من خلال دراستهم في شتى المراحل, وصولا إلى المرحلة الجامعية, مما يجعله أكثر تفاعلا معها, في إثبات الحقائق, وهي أسرع لإقناعهم والنفوذ إلى صدورهم, لإيصال شرح المعتقدات و المعارف والحقائق الدينية, هذا ما يحتاجه خطباء منابر اليوم, وكذلك حجب الكتب التي تحث على العنف, والتكفير للطرف آخر, كما في قولة تعالى (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (النحل 125). 

يجب أن يكون للمقال مشاعر معينه, تبقى تغازل فكر القارئ حتى بعد انتهائه من قراءته, ابقوا معي الإنسان مدار الحديث. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك