المقالات

الاستقرار الأمني والعودة للأوطان

1172 14:56:00 2007-11-26

( بقلم : عمار العامري )

يسعد الإنسان عندما يكون قريب من أهله وذويه ويشم رائحة الأرض الذي ولد فيها وقد لا يعوضه عنها شئ عندما يهجرها أو يتركها رغما وإجبارا ولكن يبقى الحنين إليها معتوقا بشيم الرجال رغم كل ما قد ينعم فيه ويشتد الحنين إليها كلما تضيق فيه وسعة البلدان والتي كانت وما زالت تتحدث بالإخوة وطالب بالحقوق لأهل هذا البلد ولكن كيف هو الحال عندما يهجرها مجبرا وعلى مضض تاركنا خلف ذكريات عمره ولعب أطفاله وساعات مع الجيران والأحبة غيبتها العصابات الإرهابية والزمر الصدامية والجماعات المسلحة وترك كل ما يملك من دون أن يعرف مصيره الذي شعر بأنه مجهول ولكن بهمة من انتخى من اجل الوطن ودموع الأمهات التي ثكلت بأبنائها والآباء الذين فقدوا أفلاذ أكبادهم أولادهم والعشرات إنما المئات من الأيتام والأرامل

فان الشعور يتوهج باتجاه الخبر المفرح والنبأ الصادق عندما يذاع عن الاستقرار في الوضع الأمني عندما يعلن من خلال الفضائيات فبعد التفجيرات والعبوات والأحزمة الناسفة التي لم ترحم الكبير والصغير والعدو والصديق والدمار الذي حل بأرض الرافدين والعصابات الطائفية والجماعات الخارجة عن القانون التي نفذت أبشع صور الوحشية بحق العراقيون وأباحت كل ما حرم الله وأحالت بغداد السلام إلى ارض أشباح لا ينتفع فيها سوى من أهدافه القتل وسفك الدماء ومصادرة حقوق الآخرين وبهذه الأيام المربية والتي ألقت بظلالها على كل العراق في غضون أشهر بات العراقي مهجر داخل وطنه مسبة في خيم عارية لم تؤويه من حير الصيف الماضي ولا تشبع أطفال تلك عوائل من جوع الأيام القاسية التي مرة عليهم ناهيك عن ألآلاف العوائل التي راحت ضحية هذه الأعمال الهمجية فتركت أوطانها ورحت حيث لا تعلم أين المستقر فضاقت فيها ذرعا دول الجوار وعانت من ويلات العوز والبؤس

لذلك كم فرح المواطن وقبله الذي هجر من وطنه عندما نجحت خطة فرض القانون والتي عادة الحياة إلى دار السلام ليعود السلام والأمان إلى بغداد فقد لاقت خطوات القوى الأمنية الترحيب من كل الجهات الرسمية والشعبية في داخل العراق وخارجه لجعل مرحلة إعادة المهجرين إلى ديارهم الخطوة الأولى مباشرة فيما بعد الاستقرار الأمني وفعلا حدث ما لم يتوقعه الإرهابيين وعصاباتهم القذرة لتكن إعادة أهل بغداد إلى أوطانهم مرافقة لخطوة الأعمار وتوفير الخدمات لجميع أحياء العاصمة مما كان من الضروري على الحكومة العراقية والجهات التنفيذية والتشريعية وضع أحوال أهالي بغداد وخاصة العوائل المهجرة في الحسبان من قبيل توفير كافة المستلزمات الضرورية للمواطن وخاصة ونحن على بواب فصل الشتاء الذي قد يحتم على العوائل الكثير من الاهتمام وكل ذلك يجب أن يكون أمر ضروري لا مفر منه وعلى الجهات الحكومية عقد عزم في تنفيذ عهودها خاصة في فرض القانون فأنها عازمة على توفير كافة الخدمات المهمة للمواطنين الذين عانوا ماعونه خلال السنتين الماضيتين من تهجير وتدمير لمنازلهم ونهب لممتلكات عدد ليس بقليل منهم

فمع استتباب الوضع الأمني وإعادة الأمان والدعوات لإعادة المهجرين إلى ديارهم على الجميع الوقوف وقفة واحدة إمام عودة الزمر الإرهابية والعصابات غير المنضبطة إلى الشارع البغدادي والعبث بأفراح العراقيين وخاصة بعد فتح كل المرافق الحيوية أمام أهلها ورفع الاختناقات المرورية أمام المارة وبقاء المحلات والشوارع إلى ساعات من الليل والذي حرموا منهم لفترات طويلة فالفرحة من المؤكد هي عودة الأهل إلى ديارهم والتي نعتصر الم عندما نشاهد الأوضاع المزرية الذي عاشها العراقي مهجرا في الداخل والخارج لا يمتلك قوته ولا مسكن يلوذ فيه فجاءت الساعة التي يسعد الجميع فيها

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د.ام فاطمة
2007-11-26
البکاء علی الاوطان من الایمان...متی نعود؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك