المقالات

شهداء لنحيا، ولنحيي الشهداء

863 2017-03-26

بقلم: اياد قاسم الزيادي

ليس هناك كلمة؛ يمكن لها ان تصف الشهيد بصفات متكاملة، لكن قد تتجرأ بعض العبارات، لتعطي للشهيد صفات وتصورات، يمكن من خلالها فهم معنى واسباب التضحية بالنفس، فالشهيد؛ قد يكون الشمس التي تشرق ان حل ظلام الحرمان والاضطهاد.

فالانتصارات والبطولات التي تسطرها اليوم القوات العراقية، بمختلف صنوفها ومسمياتها، ضد ما يسمى بتنظيم الدولة الداعشية، تنظيم الدولة اللاسلامية، هي في الحقيقة صورة من صور التضحية، ونتيجة من نتاج الدماء، التي قدمها الشهداء.

والشهادة؛ هي رمز من رموز الايثار، فمن يضحي بنفسهِ من اجل رفاهية شعبه، وأمن بلده، في طبيعة الحال، يستحق منا الاجلال والاكرام والتخليد، وان ننصب لهم التماثيل، ونسمي شوارعنا بأسمائهم، لنخبر من بعدنا، ان هذه الارض قد سار عليها أناس، فيهم من الاخلاق ما اعظمها، ولهم من المبادئ ما اسماها، هكذا كانوا شهداءنا.

فالتضحية من اجل الفكر والمبدأ والمشروع؛ هو من ديدن الانبياء والاوصياء، والائمة الاطهار والعلماء الابرار، فقد ضحوا بكل ما يملكون، في سبيل النهج القويم، والطريق المستقيم، وكان من بين هؤلاء العلماء، السيد محمد باقر الحكيم، نجل السيد محسن الحكيم، زعيم الطائفة الشيعية في عصره، فقد افنى عمره، في العمل السياسي، ومحاربة النظام الدكتاتوري، كانت لديه رؤية ثاقبة ومشروع وطني شامل في بناء الدولة، وقد شهد له بذلك الاعداء قبل الاصدقاء.

من اهم مميزات الشهيد الحكيم، هي العدالة والكفاءة والقيادة والقدرة على التصدي واتخاذ القرار المستقل، والعقلية الوسطية والمعتدلة، ومن اشد الرافضين للطائفية، وكانت من اهم اهدافه في الحراك السياسي، هو تحرير أرادة الشعب العراقي، وتحقيق العدالة والحرية والاستقلال، من خلال اقامة نظام حكم ديمقراطي، دستوري، يتم فيه التداول السلمي للسلطة، عن طريق الانتخابات المباشرة، هكذا كانت رؤية الشهيد الحكيم في بناء الدولة، وها نحن اليوم نعيش قرب ذكرى استشهاده، في الاول من رجب، مع ثلة من الصالحين، قرب حرم امير المؤمنين عليه السلام. 

فلا بد من السياسين والاكاديمين والمثقفين والاعلامين، ان يعانقوا هذه الافكار الوحدوية وان يخلدوا الشهداء التي امتزجت دمائهم الزكية مع تربة هذا الوطن ومياه النقية، فنحن مقبلون على مرحلة مهمة، من مراحل بناء الدولة، وهي مرحلة ما بعد داعش، فيجب ان نعطي لكل مبادرة او خطاب او رؤية، ممكن ان تحقق لهذا البلد وحدته وأمنه، اهتمام خاص، فالعراق ليس لقومية دون اخرى كما ليس لديانة دون اخرى، الكل شركاء بالهوية العراقية بغض النظر عن انتمائاتهم واختلافاتهم، فالدماء التي سالت على ارض هذا الوطن، لم يكن فيها تمييز، بل كانت هويتها عراقية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك