( بقلم : محمود الربيعي )
لابد من الاحرام قبل الدخول الى مكة
من مدينة الطائف ومن مسجدها يكون الاحرام مهما قبل الدخول الى مكة.. فالغسل.. ولبس ثياب الاحرام.. والصلاة في المسجد قبل التوجه الى مكة، والرجال لاينبغي لهم تغطية رؤوسهم كما عليه بالنسبة للنساء فهم اما يمشون على ارجلهم او يركبون دابة ليس لها سقف كالسيارة المسماة (بيكب) لئلا تغطى رؤوسهم " واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود " سورة 2 البقرة الاية 125.
رحلة حقيقية للاحرام من الطائف قبل التوجه الى مكة ( رحلة الخريف بالمصادفة )
انه يوم رائع فلقد كان الجو في بداية الامر صحوا وكل تهيا لتحضير ثياب احرامه( الرجال والنساء ) وقبل حلول المغرب باشر الحجيج بالاغتسال ( غسل الاحرام ) المستحب مرددا الادعية المناسبة في هذا المقام وحسب كتاب المناسك ثم دخل الحجاج المسجد بالطائف ونووا الاحرام من داخل المسجد وتخلوا عن ملابسهم العادية وابدلوها بثوبي الاحرام وياله من موقف روحي يستشعر الانسان فيه بالارتياح وكانه يلبس ثوب كفنه ليلتقي بالله خالق كل شئ واليه ترجع الامور.. واستمرت النساء في جلوسهن داخل السيارة المسقفة وهن يلبسن ثوب الاحرام واستقل الرجال سيارات مكشوفة مؤجرة وعندها بدات السماء ترسل بعض قطراتها وتحول الجو حينئذ الى جو ممطر ووجدنا انه قد تنفعنا بعض البطانيات فاشترى بعضنا منها نلف اجسادنا بها ونحن في طريقنا الى مكة المكرمة متخذين طريق جبل الطائف مدخلا الى الحرم المكي " لا تقم فيه ابدا لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه فيه رجال يحبون ان يتطهروا والله يحب المطهرين " سورة 9 التوبة الاية 108.
جبل الطائف والهتافات المدوية بالتلبية
كل شئ لنا جديد نحن الذين نحج لاول مرة.. ماهذا الجبل العجيب الارتفاع.. المتنوع الصخور.. الدهاليز المتنوعة في جوانبه.. الاعماق السحيقة تحتك.. لقد دهشنا لهذا الجبل وزادنا رهبة واتصالا بالخالق العظيم لانه يعبر عن عظمة الخالق.. المطر الغزير الذي اصابنا غير عابئين بثقله فقد عشنا كلمات " لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك لبيك مرغوبا ومرهوبا اليك" بهذه الالفاظ وبهذا الدعاء كنا نقترب من الكعبة المقدسة، وبذلك الصوت الجماعي المدوي لجموع الحجيج الزاحفة نحو البيت الحرام، جحافل من كل فج عميق لاداء عمرة التمتع بالطواف والصلاة خلف مقام ابراهيم عليه السلام والسعي بين الصفا والمروة.
الاقتراب من مكة المحاطة بالجبال
الشوق يشدنا ونحن نزحف نحو مكة للوصول الى البيت الحرام والمسجد المعظم - بيت الله العتيق " واذ بوانا لابراهيم مكان البيت ان لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود " سورة 22 الحج الاية 26.. توقفنا في طريقنا على الجبل في نقطة تفتيش على مقربة من مكة ولوحات الاعلام تشير الى قصر المسافة المتبقية وبيان عدد الكيلومترات بيننا وبين مكة وهاهي عرفات ومزدلفة قد وصلناها وقلنا لعرفات سناتي اليك يوم الوقوف في التاسع من ذي الحجة بمشيئة الله تعالى.
دخلنا ضواحي مكة وشوارعها حتى وصلنا الى الفندق حيث نزلنا فيه ثم توجهنا بعد ذلك مباشرة الى بيت الله الحرام عن طريق الازقة والاسواق.. وهاهو البيت بوادي غير ذي زرع.. لقد اختار الله سبحانه وتعالى بيته وسط الجبال السوداء في ذلك المكان الذي يزداد فيه الانسان خشوعا ولم يختره ليكون وسط الحدائق والبساتين والاشجار والانهار فهو افضل مكان للعبادة ولذلك اختار الله هذا المكان " ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون " سورة 14 ابراهيم الاية 37..
المصادر
القران الكريم
https://telegram.me/buratha
