المقالات

شهادة صديق لشهيد صديق

1012 2017-03-08

عمار العامري    رحلة بدأت منذ طفولته؛ كان مميز في إخلافه الحميدة, وصفات السامية, أنيس لأصدقاه, قريب من الجميع, ما جعله محبوب بين أهله, وأبناء جيله, طامحاً في نيل المعالي, ساعياً للوصول الى الدرجات الرفيعة, عندما بلغ الكبر؛ أخذ تفكيره يكبر, فأختار الحق, وركب جادته, وسار فيها, رغم المخاطر, حتى نال درجة الشهادة.
   ذلك هو صديق العزيز, والأخ الغالي, الشهيد السعيد حسين عجمي البركي؛ عاصرناه منذ طفولته؛ ترعرعنا سوية في الحياة شاقة صعبة, فكان نعم الخليل الواعي, والشاب المهذب, ولد في محافظة السماوة, ناحية السوير, بين ظهراني عشيرته "الكواشي", عام 1975, الأبن السادس لأبيه, فأنشى يحمل النباهة والإقدام, تزوج من بنت عمه, فرزق منها خمسة أطفال, أكبر أبناءه "علي" ذو أثنى عشر عاماً.
   منذ مقتبل عمره, كان متمسك بمبادئ أهل البيت "ع", واثقاً بمنهج المرجعية الدينية, رغم مصاعب الحياة, وضيق مصادر العيش, بالتسعينات من القرن الماضي, لم تؤثر على تربيته, ونمو مداركه العقلية, أجبرته الحياة المعيشية على السفر الى الاردن, عندما أصبحت الهجرة جماعية, طلباً للرزق, وهرباً من بطش النظام السابق بالعراق, حتى التغيير عام 2003, عاد ليبدأ حياته من جديد في وطنه.
   بعدما فتحت وزارة الداخلية, أبوابها كان من أوائل المنتسبين لها, طيلت ثمان سنوات, لكن ما حدث بعد سقوط الموصل صيف عام 2014, لم تقيده التعليمات الوظيفية, كان سباقاً في تلبية نداء المرجعية الدينية, التحق بقاطع حزام بغداد, تحديداً في معارك تحرير الضابطية والشيخ عامر, مع سرايا عاشوراء, فترك بصمة يعتز فيها كل من عرفه عن قرب, لاسيما مجاهدي فوج المثنى.
عندما حاصرت زمرة من الارهابيين مقر المجاهدين, الذين كان معهم في أحد الليالي, وأحرقوا الطريق السالك بينهم وبين مقر الفوج, كان الشهيد حسين؛ صاحب البطولة, والموقف الجريء, بفك الطريق لزملائه, وإخراج من كان بمعيته, بدون أن يصاب احداً منهم, وعندما حاول الارهابيين إيقافه, بعدما خدعوه بكلمة السر, تمكن من التخلص منهم بأعجوبة, وهناك مواقف مشرفة كثيرة, خلال مشاركاته بمعارك التحرير.
   شارك في معارك تحرير بيجي, والصينية وجزيرة الخالدية والصقلاوية, واخيراً في معارك تحرير الموصل, ضمن قاطع لواء العصائب بمنطقة تل عبطة, كان قائد لمجموعة من المجاهدين, لتحرير القرى المتاخمة لتلعفر, وأثناء إداء الواجب المقدس, تصادمت مجموعته مع إفراد من الزمر الارهابية, وبعد تحرير العديد من المنازل, وقتل الارهابيين وهروب أخرين, وخلال تلك العملية, أصيب بإطلاقة أستشهد على أثرها, مضرجاً بدمائه.
   ليرحل بعد عمر أفناه بالكفاح من أجل مواجهة مصاعب الحياة, وجهاد مدافعاً فيه عن العقيدة والوطن, تلبية لنداء الإمام السيستاني؛ هكذا كان من تربى على الولاء لدينه ومذهبه, محامياً عن أرضه وعرضه, كبير في تفكيره, واسع في مخيلته, طالباً للشهادة, فدون أسمه بسجل شهداء العراق, بكل فخراً واعتزاز شهيد الفتوى.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك