المقالات

عودة النازحين الى ديارهم وانكفاء الارهاب ...عودة الحياة للمدن التي غادرها الامان

1257 20:35:00 2007-11-23

( بقلم : طالب الوحيلي )

اول مظاهر الفتنة الطائفية التي رمت القوى المظادة لخلاص وتحرر الشعب العراقي الى اشعالها ،ابتدأت بحملات مرعبة لتهجير بعض سكان المناطق المختلطة مذهبيا تحت سيل من رسائل التهديد والوعيد بالاختطاف والقتل وقطع الرؤوس ،ومن قبل زمر همجية لا تحكم من كتاب الله سبحانه اية واحدة ،وقد استغلت هذا المسلك كاقرب طريق لها لبث حالة الفرقة والرعب والتشتت والحقد الطائفي الاعمى بين ابناء الشعب الواحد الذي لم يدر بخلد احد من افراده او جماعاته ان تتحول تلك العلاقات الانسانية الفريدة من نوعها على صعيد الوطن العربي والعالم ،الى حالات اقتتال او خوف لا يامن فيه ابن العشيرة من قرينه فيها او النسيب من نسيبه ،وتحول الخطب الى قتل على الاسم حين اعمى الحقد والحنق الطائفي المستورد قطعا او السياسي المنهزم من المواجهة الشريفة ،اعمى اولئك القتلة فصاروا وحوشا شرهة لا تميز بين جنس او نسل او مذهب او عقيدة سوى غيها وتكالبها على مصالح الشعب الذي كابد الامرين بدلا من ان يستنشق نسيم الحرية والرفاه ويسترجع انفاسه من ذلك اللهاث المضني، بسبب سياسات النظام البائد الذي سعى وبكل ما رصده من اعلام مزيف الى شرخ الوحدة الوطنية والاجتماعية للشعب كعقيدة تبناها لكي يبقى جاثما على صدر العراق ،فما كان من ايتام ذلك النظام الا وقد غيروا من طيلساناتهم البشعة الى اسمال التكفير والتوحد مع زمر القاعدة المنهزمة من معارك افغانستان او التي قذفتها على العراق منظومة النمط العربي الحاكم الذي يستحيل عليه الاستقرار مالم يفشل المشروع التحرري والتجربة الديمقراطية التي نبتت في العراق على انقاض نسخة ضارية من امثالهم ،فتعددت الحواضن بتعدد المزايدين والذين يبحثون عن مكان لهم وسط القوى السياسية الفاعلة التي لم تجيء من فراغ وانما من وسط ومن ضمير الشعب العراقي وتراثه الاستشهادي المتمثل بالمقابر الجماعية والتاريخ الجهادي والنضالي للشعب العراقي ،بل ان هناك الكثير من المآخذ على الخطاب السياسي لبعض الكتل السياسية التي استمدت عنتها ووجودها من ذلك النفس الطائفي البغيض ،فتقطعت اوصال العديد من مناطق بغداد العاصمة كمراكز نفوذ لبعض الكتل او الاحزاب او الشخصيات ،وفي ظل بعضها حدثت جرائم التهجير القسري وامام انظارها وقعت الجرائم المرعبة لاحداث تلك الفجوات في النسيج الوطني ،والهدف الاول من ذلك كله هو تحويل بعض المدن الى مناطق انتخابية خلية من المنافسة .

هذه الجرائم قد اصبحت من اقسى ما مر به المجتمع العراقي بعد ان نزحت الاسر هاربة بارواح افرادها من الموت المحقق باتجاه المدن الاخرى الاكثر بحثا عن الامن ،فيما تقع فريسة للعوز والفقر والحاجة بعد ان تركت مساكنها العامرة وهرعت الى منافيها وترك معيلوها اعمالهم الحرة وراحو يبحثون عن فتات الرزق ،لا سيما الذين غادروا العراق الى دول الغربة حيث وجدوا انفسهم لوجها لوجه مع الغربة والذل والتشرد برغم الشعارات الفارغة التي تطلقها الابواق العربية التي لعبت اخبث دور في اشعال الفتنة الطائفية والعنصرية في العراق ،كون الاعلام العربي كان وما يزال معبأ ضد الشعب ومصالحه ومستقبله ،وقد بقي على خطابه المزيف للحقائق والباحث عن السلبيات التي تكتنف هذه التجربة البكر ..

الواقع اليوم قد تغير كثيرا بعد ان انكشفت حقيقة الارهاب الذي اخذت مساحاته تضيق كثيرا على ارض الواقع وفي النفوس ،وقد توالت بشائر الصحوة من غشاوة التكفيريين والطائفيين السياسيين ،ونطلقت مسيرة التوحد من جديد وتلاقت الوجوه الخيرة والايادي البيضاء لتتصافح مع بعضها متتصالح وتتعانق ،لافضة تلك الوجوه الشوهاء بعيدا عن مناخات العمق العشائري والاجتماعي ،لتتضائل حدة الخطاب الطائفي كثيرا وتحل محلها لغة الالفة التي تفضي بالكثير من معاني الاخوة والسلام ،وهكذا تفتحت ابواب عودة الى مناطق سكناهم او الى الوطن الكبير حيث بدأت قوافل العودة الى العراق ..

العديد من القوى السياسية التي هي من خارج العملية السياسية اعلنت اليوم موقفها من القاعدة ومن الارهاب ومن التهجير ،وهي بدورها تدعو لملاحقة القاعدة والخارجين عن القانون ،فيما اعلن عن تحقق قفزات رائعة في التقارب الروحي بين ابناء المذاهب ،خصوصا حين اعلن رئيس ديوان الوقف السني موقفه من هيئة علماء السنة ،وهي البراءة من تلك الزمرة التي صادرت حق اتباع المذاهب الاسلامية وظهرت الوجه القبيح بعد تبنيها كافة اهداف ومكائد القاعدة وبقايا البعث الصدامي ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك