المقالات

ليرقد ذوي الأجنحة بسلام


 

لأول مرة تقف الكلمات حائرة عمّا أريد كتابته، عاجزة عمّا أريد شرحه، لذلك سوف أترك كل شيء لغوي، سوف أتجاهل تركيب الجمل ورسم الحروف، سوف أغادر طريق الصرف والنحو، سأحاول تغيير مساري لأخاطب ماتبقى من ضمائر، لأنقل لهم صورة من بلدي رسمتها براءة الأطفال.

عادةً ما يرسم الأطفال زهرة، أو شمس، أو حتى منزلا في وسط البستان، عادة ما يرسمون بسمة فوق شفاتهم تسعد قلوب الناس.

لكن ماحدث معي لم يرسم ذلك كلّه، أو حتى شي صغير منه، بل رسم لوحة عنوانها الألم والحزن، وبدل أن أسعد ببسمة، كانت آهاتي هي متنفسي.

لا أريد أن أكثر الكلام، وسأنقل لكم الحكاية كما حدثت معي، والتي هي عبارة عن حوار دار بيني وبين ولدي (علي اكبر) وهو في الصف التمهيدي (مرحلة ماقبل الابتدائية).

لأول مرة منذ بدء العام الدراسي أوصلته إلى باص الروضة، وليتني لم افعل، فبذلك اليوم وبعد عودتي من العمل مساء إلتقينا وكالعادة بدأنا كلام ماقبل العشاء.

ولدي: بابا صاحبي حسن الي وياي بالروضه يقول انت عندك ابو واني ما عندي.

انا : مسكين الله يساعده.

ولدي: صاحبي حسن ابوه مات، داعش شمر عليه قنبلة وفجروه.

انا: الله يرحمه، اكيد كان بالجيش.

ولدي: لا بالحشد.

 أقولها بصراحة هنا لم اتمالك نفسي ونزلت دموعي من شدة الألم الذي تكلم به ذلك الطفل البريئ مع ولدي، وكيف تذكر والده الشهيد مذ رآني مع ولدي.

نعود لنكمل.

انا: لا بابا ماكو شي.

ولدي: بابا داعش ليش قتلوا ابو حسن صاحبي.

 انا: حبيبي علاوي داعش ارهابيين ويريدون يقتلون كل الناس وهذا ابو صاحبك بطل وشجاع، لان راح يقاتلهم ويدافع عنا وخلينا نطلع ونشتري براحتنا.

. هنا حاول على اكبر ان يزيد بأسئلة اخرى لكن الموقف كان اكبر من التفكير بإجابة عنها

هنا احسست كما نحن صغار مقابل العطاء الذي قدمه هولاء الابطال، كم نحن بعيدون عن التفكير بعوائل هولاء الشهداء، وكيف هو حال ابنائهم.

> كم حسن الان يفترش الرصيف، وكم مثلهم لايجدون ما يكفيهم من مال ليسدون فيه رمق العيش

هنا أقسمت أن أجعل أولادي يعيشون حالة اليُتْم، رغم إني الله مازال يرزقني الحياة، لكي أشعر بباقي أبناء الشهداء، أقسمت أن لا أخرج معه، وأن لا أحضر أي اجتماع لأولياء الأمور ، لكي لايرانا حسن الذي فقد والده من اجل حياتنا.

علينا أن نكون رحمة لأولئك الأطفال، علينا أن نقود ثورة للدفاع عن حقوقهم والعمل على أسعادهم، علينا أن نسخر أقلامنا لخدمتهم فهم أولاد ذوي الأجنحة الذين أناروا بأرواحهم الطاهرة سماء الوطن.

 

 صلاح الصبيحاو

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك