المقالات

حيوانية الأنسان وأنسانية الحيوان ...


رحمن الفياض
الأنسان ينتمي الى المملكة الحيوانية طبقا لتصنيف علم الأحياء, وكثيراً مايستخدم العلماء الحيوانات لفهم سلوك الأنسان, ومدى أستجابة تلك الحيوانات للمؤثرات الكيماوية والخارجية, كون تلك الكائنات لها غريزتين أساسيتين هما التكاثر والبقاء.
نتابع دائما بشغف عالم الحيوان ويشدنا كثيرا تلك المشاهد المتعلقة بالأفتراس, والقتال من اجل البقاء بين تلك الحيوانات.
هل عاد الأنسان الى فطرته الأولى؟, بعد الاف السنين من الحضارات المتعاقبة, فالقوانين والأنظمة شرعت لكبت تلك الفطرة العدوانية والشهوة المبتذلة للمحافظة على النوع والجنس البشري, من الأقتتال فيما بينهم على مقدرات الحياة.
مايحدث اليوم في العالم هي مؤشرات خطيرة على عودة الأنسان المتحضر الى العصور الأولى, فلا نتفاجاء بطلة إعلامية لأنسان النياردلتال في أحد القنوات الفضائية بعقلية الأولى ولباس عصري جديد, فهناك فرع في علم النفس يسمى علم النفس التطوري, الذي يقول أن عقل الأنسان لم يتطور منذ العصر البلاستويني, فهناك جينات لازالت متجذرة في عقولنا لم تقضي عليها ملايين السنين من الحضارات المتعاقبة.
التطرف, العنف, مصطلحات شائعة في عصرنا الحالي, التطرف بنوعية الفكري والديني, باتت مصدر قلق كبير يهدد مجتمعنا الحديث, حتى أن هذا الأنحراف والتطرف أعادنا الى عصور قريبة يفترض أن يكون فيها الأنسان في قمة التسامي الأخلاقي, فعبادة الأوثان والأصنام, أصبحت سمة سائدة لامتنحية في جيناتنا الوراثية, فتأثيرات هبل لازالت عالقة في عقول كثيرا من الناس وتحريك المجتمعات وفق أهواء الكهنة هو السمة السائدة في المجتمع المتحضر.
العنف اخذ مسارا جديد وأرتبط أرتباطا وثيقاً بالتطرف,وبمسميات مختلفة العنف الجسدي الذي بات التعبير عنه بلغة القتل والمفخخات أعادنا الى حيوانيتنا الأولى,قد نظلم الحيوان أحياناً عندما نشاهد عمليات القتل المبرمج والممنهج, لمن يدعي التحضر الديني والعقلي, فالحيوانات تستخدم القتل للحفاظ على النوع والبقاء, إما الأنسان فيستخدم القتل من اجل الأستمتاع بمشاهدة منظر الدماء, وشي الأجساد وتناثر أجزائها بالمفخخات والأحزمة الناسفة, فغريزة العدوان وعقلية الحيوان متجذرة لدى هذه الفئات من البشر,وتنتهز اي فرصة للتعبير عنها.
مشاهد التخلف والعودة الى الجذور الحيوانية البشرية باتت مألوفة, مصاديقها كثيرة في عصرنا اليوم, ولعل أبسطها في مجتمعنا العراقي, هي التلذذ بمناظر الفقر والعوز والفاقة, ومحاولة اذلال الناس في قضاء حوائجهم, من وجهة نظر بعض من تجذر هرمون الحيوانية في عقولهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك