باقر العراقي
مرة بعد أخرى يستمر نزيف المفخخات في بغداد، ويختفي الجاني بسهولة، كما هو حال المسؤول عن أمنها، وتستمر التصريحات السمجة لبعض المسؤولين، تتقيأ ما قيل سابقا لتفصح عن التشرذم الواضح في المؤسسات الأمنية، الملقى على عاتقها منع المفخخات وحماية المواطنين.
قلنا سابقا ونكررها اليوم لا أمن بلا مسؤول، وإن كنا دوما نصطدم بحائط بني على أساس العدمات الثلاث، وهي عدم معرفة المسؤول، وعدم معرفة الجاني، وعدم معرفة سيارته المفخخة، أما المكان فهو محدد سابقا، والفئة المستهدفة معروفة ومحددة طائفيا ومكانيا..!
ما هو عدد السيارات المفخخة التي ضربت بغداد منذ 2003 ولحد الآن؟ وما هي الأماكن التي استهدفتها؟ ومن هم ضحاياها؟ وكم هو عدد أطنان المتفجرات التي استخدمت في عمليات التفجير؟ معرفة ذلك ليست مهمة مستحيلة ولا صعبة، لكن الصعب والمستحيل أن تعرف من هو المسؤول عن أمن بغداد؟
العام الماضي عندما بدأت الحركة "الإصلاحية" في البرلمان وانتقلت الى الشارع بتظاهرات مشابه لما حصل قبل يومين، وتم احتلال البرلمان من قبل المتظاهرين، وحصلت تفجيرات مشابهه، راح ضحيتها العشرات ولا أحد استطاع معرفة الجاني ولا سيارته المفخخة ولا استطعنا أن نتعرف على المسؤول عن أمن بغداد أيضا..!
تفجيرات اليوم حصلت نتيجة خرق أمني واضح، وجاءت بعد التظاهرات، التي رافقها أطلاق عدة صواريخ على المنطقة الخضراء، طالب بعدها مقتدى الصدر "المطلقين" الى تسليم أنفسهم الى الجهات الأمنية...!
سيناريو التظاهرات والصواريخ سيتكرر، ولأسباب سياسية وليست إصلاحية، وسيناريو التفجيرات سيستمر أيضا للأسباب ذاتها، فالمفخخات والتظاهرات الصواريخ كلها تقف وراءها جهات سياسية راعية لها، لكن المختلف هنا هو أحقية الناس بالتظاهر، والمهم معرفته لماذا تتم مزامنة قصة الصواريخ والمفخخات بعد التظاهرات؟؟
ربما أرسلت الصواريخ لغرض التشويه على التظاهرات السلمية، والمفخخات حصلت كاستغلال للفراغ الأمني بعد محاولة اقتحام الخضراء، فدخلت المفخخات بسهولة، وربما الكثير من التساؤلات المطروحة، ليبقى السؤال الأهم، هل من مسؤول عن أمن بغداد؟
في كل الدول المحترمة تكون وزارة الداخلية هي المسؤولة عن أمن المدن، فلماذا يختلف الوضع هنا؟ ولماذا تستغل إمكانيات الداخلية، بواسطة ضباط ليس من منتسبيها؟ ولماذا لا تكون التظاهرات للبحث عن الأمن المفقود بدلا من الضياع في الإصلاح المنشود؟
https://telegram.me/buratha