المقالات

المرجعية الدينية فوق شبهات المعترضين

981 2017-02-15

عمار العامري    لابد أن يقتنع الذين يلومون المرجعية العليا في كل شيء, وينتقدونها على وفق رؤيتهم القاصرة, إن المرجعية الدينية لا تعمل ضمن رغبات خاصة, واستشارات محددة, لأنها تمثل النائب عن صاحب الأمر عج بعصر الغيبة, شاء البعض أو لم يشاء, وإصدارها للأحكام يأتي ضمن تشخيصها للمصلحة العليا, وليس للمصالح الحزبية الضيقة.
   فأنها لم تقف مع الاحتلال الامريكي في عام 2003, بعدما أسهم في تغيير النظام السابق, لكنها وقفت في تحديد مصير الشعب العراقي, من خلال كتابة الدستور, والمطالبة بأجراء الانتخابات, ولولاها لأستمر الاحتلال بتعسفيه, كما يحدث في أي دولة محتلة, ولم تجيز الرد بالمثل, بعدما تم تفجير قبة الإمامين العسكريين "عليهما السلام", ودق أسفين الطائفية, لأنها لم ترى ضرورة في الرد.
   عندما أصدرت المرجعية العليا فتوى الدفاع المقدس, بعدما تمددت العصابات الارهابية في الموصل, عرفت إن الأهداف من وراء ذلك, لم تتوقف بحدود الموصل أو المنطقة الغربية, أنما هناك مخطط دولي وإقليمي لأسقاط الحكم ببغداد, وضرب العتبات المقدسة, هذا يعني طمس الهوية الإسلامية, وعودة البعثيين للحكم من جديد, ومحو تاريخ وحضارة العراق, وما جرى من نهب لأثار الموصل ومقدساتها, خير مثال.
   ما حدث صيف 2015؛ من مطالبات جماهيرية في بادئ الامر, مدعومة من قبل المرجعية الدينية, من خلال خطب الجمعة, لمدة أربعة أشهر متتالية, تحولت تلك الطلبات الى شعارات فارغة, واستهداف سياسي واضح, لم يسلم مراجع الدين أنفسهم من ذلك, حتى بات السب والشم علناً, فتبددت التظاهرات, وباتت حزبية بامتياز, فلا تغيير ولا إصلاح, سوى بعض الوزارات, وبقية الأحزاب احتفظت بامتيازاتها.
   ما يؤسف له؛ إن الشارع بات وسيلة للضغط والمساومة بين الاطراف السياسية, فمن يستخدم الشارع للضغط, وفقاً للأرقام الحسابية خلال الدورة البرلمانية والحكومة الحالية, يعد أكثر المستفيدين نيابياً ووزارياً, بدليل إن الاطراف المتصارعة من أكثر الجهات السياسية استفادة, ولديها حصص تتجاوز 30 % من موظفي الوزارات والهيئات المستقلة والرئاسات, ولم نتابع أنها تنازلت عن جزء منها, خلال أعوام مطالبتها بالإصلاح.
   مفوضية الانتخابات؛ ليس عذراً لإراقة دماء الابرياء من كلا الطرفين, فهؤلاء الضحايا أبناء العراق, وتركوا برحيلهم أيتام وأرامل, فلا عذر لمن يستخدمهم "قميص عثمان", أما مجلس المفوضية بقي أمامه ستة أشهر, وتنتهي مدته القانونية, والقوى السياسية لاسيما التحالف الوطني عازمين على التغيير, وفق الإجراءات الدستورية, فإذا كنا نؤمن بالديمقراطية والانتخابات, فلا يمكن تحقيق غاياتنا بالتظاهرات والاضطرابات, وتعطيل الأعمال, وأشغال الشارع.
   لذا نقول؛ إن تحميل المرجعية الدينية ما لا تتحمله في حكم العقلاء, يحتاج لمراجعة موضوعية, فليس كل شيء يرمى على عواتق المراجع, فأغلب الدول الخاصة الإسلامية, ليس فيها نفوذ للمرجعيات, لكنها مستقرة, والحقوق يأتي من خلال صناديق الانتخابات, ناهيك إن المطالبين بتدخل المرجعية بالعراق, لا يتآمرون بأمرها, ولا ينتهون بنواهيها.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك