المقالات

المرجعية تناقش الأسس والمبادئ الاسرية

918 2017-02-13

عمار العامري    ماذا ينتظر المجتمع العراقي؟ ما يجعل المرجعية العليا؛ تحذر وتشخص وتعالج الأوضاع الأسرية, وتأكيد على إصلاح المواطن؛ الذي يمثل حجر الزاوية بصلاح الأسرة, ونواة المجتمع, ربما المجتمع يسير لما لا تحمد عقباه, أمام التطورات التكنولوجية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية, المؤثرة بشكل مباشر على البناء الأسري, والتماسك المجتمعي, ومخاوف الاسلام من ذلك.
   الخطبة الثانية لصلاة الجمعة؛ في العتبة الحسينية المقدسة, بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بتاريخ 12/ جمادي الاول/ 1438هـ, الموافق 10/2/ 2017م, جاءت تتابع سلسلة المعالجات التي أطلقتها المرجعية الدينية, بداية عام 2017, حيث يشهد العالم, حراك قوي متأثر بالأحداث السياسية والامنية, خاصة في منطقة الشرق الأوسط, وانعكاساتها على الأوضاع الداخلية في بلدان المنطقة, ما يجعلها تؤثر سلباً على البناءات المجتمعية. 
   تطرق خطبة المرجعية؛ الى المبادئ والاساس, التي تبني وتنشئ الاسرة الصالحة, لو طبقت لأمكن كل واحد منا, أن يبني مواطناً صالحاً, وفرداً صالحاً, ومجتمعاً صالحاً, تتلخص بمبدأ الحقوق والواجبات داخل الاسرة نفسها, ومبدأ الحب والمودة والرحمة, ومبدأ التعاون والاحترام, ومبدأ القوامة, ومبدأ التسامح والعفو عن الاخطاء, هذه الأسس الصحيحة والواجبة في أسعاد المجتمع, ابتداءً من إصلاح الفرد, ونشأت الأسرة الصالحة.
   فمبدأ الحقوق والواجبات؛ يهدف لتنظيم الأدوار داخل الاسرة, من دون التنظيم ستعم الفوضى, فالأسرة السعيدة والمتماسكة بالتزامها بلائحة انضباطها, فالإخلال يشيع جو التفكك الاسري, من ذلك ينطلق مبدأ التعاون والاحترام, فلا يجب استهانة الرجل بزوجته, والاقلال من شأنها, المرأة أيضا لابد أن تتعامل مع الرجل بالاحترام والتقدير والاجلال أمام أولادها, وأمام المجتمع, وعدم احترام الزوجة لزوجها, أحد العوامل المهدمة للأسرة.
   أما مبدأ الحب والمودة والرحمة؛ تجد ينبعث من قوله تعالى: (وَمِن آياتهِ أن خَلَقَ لَكُم مِن أنفسِكُم أزواجاً لِتسكنُوا إليهَا وجَعَلَ بينكم مودَّة ورَحمةً) فالزوجة مصدر السكينة والاطمئنان النفسي, ومورد صيانة الزوج من الوقوع في الحرامات, وتحمل أسرار زوجها الخاصة, وتشارك معه بهموم الحياة ومصاعبها, وأيضا هي الوعاء الذي يحمل أولاده الى المستقبل, لانهم يمثلون الامتداد للرجل في هذه الحياة.
   فيما ينطلق مبدأ القوامة؛ من قوله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُون عَلَى النِّساءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُم على بعضٍ وَبِمَا أنفقوا من أموالهِمْ) فلابد للأسرة من ربان يقودها, ويوجهها لما فيه خيرها وصلاحها, والقيادة للرجل بشرط لا يكون ظالماً ومتعسفاً, أما مبدأ التسامح والعفو؛ يمثل خير أخلاقنا, بالتسامح فيما بيننا, وعفو بعضنا عن بعض, فالنزاعات والاقتتال والازمات سببها ابتعادنا عن هذا المبدأ.
   هذه اللائحة الاخلاقية والسلوكية؛ تطرقها المرجعية الدينية, لما فيها من تشخيصات للحفاظ على تماسك المجتمع, ومعالجة الشروخ ببنيته المجتمعية, فالمؤثرات الخارجية بدأت تنفذ أجندتها داخل المجتمعات الشرق أوسطية, لتحقيق أهداف سياسية, لكن الدين الإسلامي وضع منهاج للأسرة, والالتزام فيه, يفشل كل المخططات الرامية لحلحلت المجتمع, وضرب أسسه العميقة من داخلها.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك