المقالات

انهيار القاعدة

1482 14:55:00 2007-11-20

بقلم عبد الرزاق السلطاني

إن استكمال السيادة لن يتحقق الا عبر بوابات الاستقلال والارادة والقرار الوطني لانعاش العملية السياسية من خلال معالجة الاشكاليات وصولا لموقف متماسك وموحد نعزز من خلاله نقاط القوة لكي نحدد اتجاه البوصلة لتأسيس قواعد رصينة لبناء المعطيات البنيوية وفق معايير تقوم وتسهم في ذلك التأسيس، فالانعطافة الاخيرة في الموقف الدراماتيكي في المعادلة الوطنية ازاء القاعدة الارهابية وتجفيف منابعها والسير بذلك الاتجاه من عدة محاور خارجية تتبنى الانفتاح الاقليمي والدولي ومعالجة القضايا العالقة، وزيادة التمثيل الدبلوماسي، فضلاً عن دعم العملية السياسية وضبط الحدود، وأخرى داخلية بدءا من مطاردة فلول القاعدة الارهابية وغلق الهيئات الداعمة لها، للبدء بانجاز وحدتنا الوطنية بما يحقق لها التمايز والتناغم والوحدة، وبما يقبر كوارث التشتت والتشظي، فتدعيم صيرورة امتنا الجديدة على اساس خطاب ومشروع نهضوي حقيقي ينتزع كل صواعق الفتن التي عملت على تفجير الذات العراقية من الداخل، لقد كانت القاعدة والهيئات الداعمة لها من اشد صناع الكراهية والتصادم المجتمعي فقد سعت في صناعة المعايير والتجارب الضيقة وعملت بالتضاد مع الوحدة الوطنية التي تؤسس على معايير المواطنة المتكافئة.

ولعل في طليعة طوابير صناع الكراهية تلك التي اعتمدت البرامج الضيقة والتعويم واستلاب الهوية العراقية كما انها اعتاشت على الاستجداء الخارجي لتغذية الارهاب، فالمشكلة في عمقها تتمثل بفشل القاعدة والظهير الساند لها بكل مسمياته البنيوية والتركيبية، لذا لم تصمد ولم تنتج تكاملا متصاعداً بل سجلت تراجعاً متسارعاً قل نظيره، وعلى الرغم من المعطيات التي خلفها الارهاب الوافد بقت الخارطة السياسية راسخة ومتماسكة وقوية بعناوينها الكبيرة كونها نتاج جماهيري وسياسي وطني، ولا يمكن بأي حال من الأحوال اعطاء اهمية قصوى للتخندقات التي حاولت ايجاد اوضاع سياسية معينة، فقد تم تفكيكها عن طريق العمل الدبلوماسي والفكري والسياسي، اذ لم تخلف تلك الاساليب غير المجدية الا ثقافة العنف والارهاب.

وانطلاقا من ان صيرورة أية امة لا تتشكل الا من خلال تكامل عناصرها الاساسية ومرتكزاتها البنيوية وصولا لانجاز ذاتها وهويتها ووجودها النوعي المتميز، فان وحدتها وقوتها وتراصها مقترن بوحدة امتها المشكلة لكينونتها ولوضع تصورات استراتيجية ومستقبلية فاننا نزعم ان كل مظاهر الخلل والاندحار في التجربة القاعدية انما هو تعبير جلي عن هوية وثقافة منحرفة لا تحظى باي مقبولية في الجسد العراقي، الذي ايقن انه لا بديل عن النظام السياسي الديمقراطي وقدرته على تحقيق المساواة لكل المكونات العراقية وتصويب مساراتها نحو الفيدرالية التي تعد الخطوة الكبيرة لتغيير المسارات الوطنية وتعزيز الشراكة وتنميتها لتأمين بناء المواطنة الصالحة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
babylon
2007-11-22
تعليق بسيط لا يوجد قاعدة في العراق يوجد بعثيه انذال عولاء وخونه وهؤلاء اخطر من القاعدة لان قطع الرؤس كانت موجودة قبل الحفرة اي حفرة صدام يعني قبل السقوط وطول ما موجودين البعثيه على ارض الرافدين يبقى الارهاب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك