المقالات

حقيقة الصراع الفكري في العراق

890 2017-01-28

عمار العامري    أخذ الصراع الفكري في العراق, يتوسع وتزداد هوته يوماً بعد يوم, نتيجة لتبني أطرافه مواقف متشددة, بناءً على أسس أطروحاتهم, هذا ما جعل الساحة الفكرية تحتقن من جديد, بموضوعات "وجود الله, كيف وجد؟ ما آليات اختيار الأنبياء" وغيرها, مما تبناها الالحاديون سابقاً, بمسمى "الشيوعية", فيما عاد من جديد بمسمى "المدنية".
   الحديث عن النظرية الإلحاد, لابد أن يناقش تطبيقاتها العملية, وتعاد للذاكرة أمجادها التي يتغنون فيها أنصارها, عبر عقود خلت, كان لرائحة الدم, ولونه الأحمر طعم خاص, بعدما رفعوه شعار, بدون أن يخبروا الذين صفقوا لهم, "بوطن حر وشعب سعيد", وتسابقوا للانضمام لمنظماتهم "أنصار السلام والسلم والتضامن" بحقيقته,  فلم ينتبهوا إن المعنى الحقيقي, للون الاحمر هو "الدم" أو "الموت الأحمر " القتل.
   المدنية سابقاً؛ تدعو لأنكر وجود الله سبحانه وتعالى, وأنكار التعامل مع كل القوى المعنوية, أرجعوا كل الكون الى صيرورات الطبيعة, فاطلقوا الاكاذيب باحترافية عالية, بعيد عن كل الضوابط والقيم والمعايير, رفضوا ممارسة الظلم الاجتماعي الذي يمارس "باسم الدين", بينما تجاربهم في القرن الماضي عامرة بالدماء, والظلم الاجتماعي, وإنتاج الأنظمة الديكتاتورية, فلم يرسموا السعادة على قلوب المواطنين, بالعكس سلبوها من القلوب.
   الهدف الذي جاؤوا فيه لبناء الشخصية الانسانية, هو أبعاد الناس عن الدين, وإباحة المحرمات لهم, مما خلق تفكيكاً للمجتمع, وانحلال لتركيبته الاسرية, حيث يفرغ الانسان من الحالة الروحية, للاستعاضة عن ذلك, بتعاطي المخدرات والمشروبات الروحية, ما جعل المجتمعات تبني نفسها على أساس الصراع والتنافر والحروب, وبذل الاموال الطائلة من أجل التسليح, والسلم لديهم التهريج القائم, بالاعتداء على الاخرين بالسب وتشهير.
   المشكلة التي حدثت بالعراق؛ تكمن بالتجربة السياسية الحالية, والتي تصدى لها الشيعة بعنوان الإسلام السياسي, هذا التقديم كواجهات, كان خدعة كبيرة, أنطلت على الكثير, وتم تعويم إخطاء الشخص والشخصين فيها, وتحويلها الى أخطاء المجموع, وحمل هذا على التشييع, رغم أنها صورة خداعة لصورة التشييع الحقيقية, ولا تمثل الحالة الدينية, بقدر تمثيلها للمدنية المتأسلمه, وبشهادات الكثيرة من رموز الاسلام السياسي المدني.
   فيما تحدث الإسلام عن التعاون على البر والتقوى, هذا هو مشروعه النظري, فالحضارة الاسلامية؛ بنية على أساس روح التعاون والتكاتف, والثقافة الاسلامية تتحدث عن هدف الارتباط مع قائد الحقيقي للمجتمعات كافة, بناءً على قوله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" لذا فالأطروحة الاسلامية؛ ستقدم تطوراً تكنولوجياً بالغاً في التقدم والازدهار, لان المشروع القادم للبشرية لن يكون, الا المشروع الاسلامي الحقيقي.
   مما نعتقد فيه جازمين؛ إن الدولة العراقية الجديدة, كانت وما زالت بيد الالحاديون والطائفيون والبعثيون, الذين يمثلون أدواتها الحقيقية, وبأيديهم مقاليد إدارة الدولة العميقة, رغم إقرار التشريعات الجديدة, وإن التوافق على مبدأ "البقاء للأقوى", جعل الاسلاميون لقمة سائغة للمدنيين, الذين يسيطرون على مؤسسات الدولة, بينما الإسلام السياسي يسيطر شكلياً فقط.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك