المقالات

مؤتمر أستانة; بين الرفض والقبول

2161 2017-01-25

مهند ال كزار   أربعة أعوام متتالية، مرت على اندلاع الأزمة السورية، قتل فيها الآلاف من السوريين، ونزح بسببها الملايين، فيما شهدت البنية التحتية والاقتصادية للبلد انهيارا تاما في ظل وضع كارثي، فقد كانت هذه الفترة، مليئة بالمآسي، بدأت شرارتها على شكل مظاهرات خرجت في درعا، حتى وصلت إلى ظهور ما يعرف اليوم بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وجماعات متطرفة أخرى غيرت وجه الأرض السورية.  هذه الكوارث; التي قامت بها هذه الجماعات، جعلت من المبادرات، والتدخلات الدولية، والاقليمية، غير قادرة على أنهاء النزاع المستمر، فصراع المحاور الدولية كان ولا زال في أشده، كل من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في دول الخليج، في الضد من بقاء النظام السوري المدعوم بشكل مباشر من خليفة الاتحاد السوفيتي السابق. المتغيرات الاخيرة; جعلت من الحل السياسي هو الخيار الاقوى لحل هذه الازمة، فدخول روسيا على خط المواجهة المباشرة، جعل من قوات النظام السوري هي المسيطرة على مجرى الأحداث، وحسمت موضوع الخيار العسكري منذ سيطرتها على حلب، حتى باتت قوات المعارضة في موقف لا تحسد عليه، ولم يسعفها الا مؤتمر ستانة الذي طرح في الاونة الأخيرة. على خلاف ما يعلن; فأن فصائل المعارضة، تنتظر بفارغ الصبر، مناقشة ما ستسفر عنه مفاوضات السلام، المزمع عقدها الأسبوع المقبل، في مدينة أستانة عاصمة كازاخستان، بسبب خسارتها لاغلب مناطق القوه التي كانت تتمتع بها في السابق، وقد طرحت ورقة شروطها مسبقآ، والتي دعت إلى ضرورة وقف إطلاق النار في وادي بردى، والغوطة الشرقية والقلمون الشرقي والوعر في حمص وغيرها من المناطق، ونشر مراقبين في مناطق التماس قبل عشرة أيام من انطلاق مفاوضات استانة، لتقوم عندها بتسمية ممثليها الى المفاوضات.  أما مواقف أطراف النزاع الدولية، تراوحت بين متفائل، ومعارض لهذا المؤتمر، فقد قالت صحيفة الوطن القطرية في افتتاحيتها تحت عنوان "آستانة تمهد الطريق لمباحثات جنيف" إن هدفي المؤتمر الأساسيين هما "تثبيت وقف إطلاق النار" والتمهيد "للدخول في مباحثات سياسية"، أما جريدة الرياض السعودية فقد ذكرت في افتتاحيتها: "يجب علينا عدم الإفراط في التفاؤل بنتائج المؤتمر، خاصة وأنه ليس الأول من نوعه بل الرابع، فقد سبقه ثلاث جولات في جنيف لم تفضي إلى أي نتائج، من الممكن التعويل عليها لبناء مسار سلمي، يؤسس لمرحلة مقبلة من الحل السلمي الشامل للأزمة؛ فلما سيكون هذا المؤتمر هو من سيؤسس للمرحلة المقبلة، والحال على ما هو عليه من تعقيدات سياسية وعسكرية؟".  في سوريا تسألت صحيفة البعث عن اذا ما كانت مفاوضات أستانة "مسار نهائي أم محطة عابرة"، حيث ذكرت;  هي مرحلة صعبة بالتأكيد، لكنها جديدة أيضاً، وسواء كانت الآستانة مجرد محطة عابرة، على طريق العسكرة لترسيخ الهدنة فقط، لأن بحث المسار السياسي هو مسؤولية دولية، يجب أن تتمّ تحت مظلة الأمم المتحدة وبإشرافها الكامل، كما يريد البعض، أم كانت خطوة هامة في مسار متكامل، له ما بعده على طريق السياسة، ويعبر  عن الحقائق الجديدة سياسياً وعسكرياً، كما يريد البعض الآخر، فإنها دليل على أن وجهة هذه الحرب قد رُسمت بصورتها النهائية تقريباً". ما واضح للعيان; أن جميع القوى الكبرى متفقة على اجراء هذه المفاوضات، خصوصا وأن الامم المتحدة قد أوضحت من خلال ديمستورا; أنها تلقت تأكيدآ بمشاركتها، وهي سوف تدعمها بقوة، وأن روسيا وتركيا قد وجهتا دعوة شفهية لادارة الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب للمشاركة في هذه المفاوضات، الا أن هناك رفض أيراني لاي دور أميركي بهذه المفاوضات، وربما هذا الموقف سوف يحسم في قادم الايام. لا يجب المبالغة في توقع حدوث تغيرات كبيرة في الأزمة السورية بعد محادثات "أستانة" المزمع إجراؤها في 23 يناير القادم، وأن أفضل ما يمكن أن ينتج عنها هو قف اطلاق النار، وموافقة الجماعات المسلحة على رسم خطوط نفوذها العسكري، وتحديد مناطق تواجدها، حسب المعطيات السياسية والعسكرية الجديدة، ومن الملائم بالتالي جمع الأطراف المعنية باستثناء المجموعات الأصولية والمتطرفة، التي كانت ولا زالت تعمل على سفك الدماء لاجندات خارجية ومذهبية .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك