المقالات

مؤتمر أستانة; بين الرفض والقبول

1984 2017-01-25

مهند ال كزار   أربعة أعوام متتالية، مرت على اندلاع الأزمة السورية، قتل فيها الآلاف من السوريين، ونزح بسببها الملايين، فيما شهدت البنية التحتية والاقتصادية للبلد انهيارا تاما في ظل وضع كارثي، فقد كانت هذه الفترة، مليئة بالمآسي، بدأت شرارتها على شكل مظاهرات خرجت في درعا، حتى وصلت إلى ظهور ما يعرف اليوم بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وجماعات متطرفة أخرى غيرت وجه الأرض السورية.  هذه الكوارث; التي قامت بها هذه الجماعات، جعلت من المبادرات، والتدخلات الدولية، والاقليمية، غير قادرة على أنهاء النزاع المستمر، فصراع المحاور الدولية كان ولا زال في أشده، كل من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في دول الخليج، في الضد من بقاء النظام السوري المدعوم بشكل مباشر من خليفة الاتحاد السوفيتي السابق. المتغيرات الاخيرة; جعلت من الحل السياسي هو الخيار الاقوى لحل هذه الازمة، فدخول روسيا على خط المواجهة المباشرة، جعل من قوات النظام السوري هي المسيطرة على مجرى الأحداث، وحسمت موضوع الخيار العسكري منذ سيطرتها على حلب، حتى باتت قوات المعارضة في موقف لا تحسد عليه، ولم يسعفها الا مؤتمر ستانة الذي طرح في الاونة الأخيرة. على خلاف ما يعلن; فأن فصائل المعارضة، تنتظر بفارغ الصبر، مناقشة ما ستسفر عنه مفاوضات السلام، المزمع عقدها الأسبوع المقبل، في مدينة أستانة عاصمة كازاخستان، بسبب خسارتها لاغلب مناطق القوه التي كانت تتمتع بها في السابق، وقد طرحت ورقة شروطها مسبقآ، والتي دعت إلى ضرورة وقف إطلاق النار في وادي بردى، والغوطة الشرقية والقلمون الشرقي والوعر في حمص وغيرها من المناطق، ونشر مراقبين في مناطق التماس قبل عشرة أيام من انطلاق مفاوضات استانة، لتقوم عندها بتسمية ممثليها الى المفاوضات.  أما مواقف أطراف النزاع الدولية، تراوحت بين متفائل، ومعارض لهذا المؤتمر، فقد قالت صحيفة الوطن القطرية في افتتاحيتها تحت عنوان "آستانة تمهد الطريق لمباحثات جنيف" إن هدفي المؤتمر الأساسيين هما "تثبيت وقف إطلاق النار" والتمهيد "للدخول في مباحثات سياسية"، أما جريدة الرياض السعودية فقد ذكرت في افتتاحيتها: "يجب علينا عدم الإفراط في التفاؤل بنتائج المؤتمر، خاصة وأنه ليس الأول من نوعه بل الرابع، فقد سبقه ثلاث جولات في جنيف لم تفضي إلى أي نتائج، من الممكن التعويل عليها لبناء مسار سلمي، يؤسس لمرحلة مقبلة من الحل السلمي الشامل للأزمة؛ فلما سيكون هذا المؤتمر هو من سيؤسس للمرحلة المقبلة، والحال على ما هو عليه من تعقيدات سياسية وعسكرية؟".  في سوريا تسألت صحيفة البعث عن اذا ما كانت مفاوضات أستانة "مسار نهائي أم محطة عابرة"، حيث ذكرت;  هي مرحلة صعبة بالتأكيد، لكنها جديدة أيضاً، وسواء كانت الآستانة مجرد محطة عابرة، على طريق العسكرة لترسيخ الهدنة فقط، لأن بحث المسار السياسي هو مسؤولية دولية، يجب أن تتمّ تحت مظلة الأمم المتحدة وبإشرافها الكامل، كما يريد البعض، أم كانت خطوة هامة في مسار متكامل، له ما بعده على طريق السياسة، ويعبر  عن الحقائق الجديدة سياسياً وعسكرياً، كما يريد البعض الآخر، فإنها دليل على أن وجهة هذه الحرب قد رُسمت بصورتها النهائية تقريباً". ما واضح للعيان; أن جميع القوى الكبرى متفقة على اجراء هذه المفاوضات، خصوصا وأن الامم المتحدة قد أوضحت من خلال ديمستورا; أنها تلقت تأكيدآ بمشاركتها، وهي سوف تدعمها بقوة، وأن روسيا وتركيا قد وجهتا دعوة شفهية لادارة الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب للمشاركة في هذه المفاوضات، الا أن هناك رفض أيراني لاي دور أميركي بهذه المفاوضات، وربما هذا الموقف سوف يحسم في قادم الايام. لا يجب المبالغة في توقع حدوث تغيرات كبيرة في الأزمة السورية بعد محادثات "أستانة" المزمع إجراؤها في 23 يناير القادم، وأن أفضل ما يمكن أن ينتج عنها هو قف اطلاق النار، وموافقة الجماعات المسلحة على رسم خطوط نفوذها العسكري، وتحديد مناطق تواجدها، حسب المعطيات السياسية والعسكرية الجديدة، ومن الملائم بالتالي جمع الأطراف المعنية باستثناء المجموعات الأصولية والمتطرفة، التي كانت ولا زالت تعمل على سفك الدماء لاجندات خارجية ومذهبية .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك