المقالات

تصحيح عوامل المعادلة الجديدة لعراق الوحدة الوطنية

1244 15:05:00 2007-11-16

( بقلم : طالب الوحيلي )

كلما حدث انفراج في ميدان مكافحة الارهاب بمفهومها الواسع ،وما خلفه هذا الارهاب من الوان مرعبة للجرائم وانماطها والتي يصعب على المرء نسيانها بما اسمته من مسميات كالقتل على الهوية اوالاقتتال الطائفي او السياسي ..الخ ،كلما تظهر الوان وانماط جديدة للجريمة المنظمة ،فاذا ما انتهت مبررات الاقتتال الطائفي في مناطق كانت ساخنة واتسمت بالتعددية الطائفية ،ظهر محلها استبداد عنفي تتبناه المجاميع المهيمنة على تلك المناطق ليتحول مغزى وجودها واهدافها الى مغزى آخر واهداف غير التي اختبأت وراءها تلك الزمر ..وبذلك يمكن تعرية حقيقتها ببداهة ،فهي اما امتدادات للعصابات التكفيرية والتي جاءت لتنفذ اجندة خارجية الغرض منها تفتيت وحدة الشعب العراقي اثنيا ووطنيا ،او انها من فصائل حزب البعث الذي يصر على التشبث بنمطه التصفوي الاستبدادي على وفق حلم العودة لفرض نظامه الديكتاتوري التصفوي وتهميش الجميع ،ومن منطلق ميكافيلي لايرعوي عن سلوك كل وسائل القتل والتخريب والابادة الجماعية، كما كان يسلك ايام حكمه الذي دام اكثر من خمسة وثلاثين عاما ،حيث احال الارض الى مقابر جماعية وما زالت آثاره لم تبارح مشاعر الذين اضطهدهم وتنفسهم الصعداء بعيد الخلاص من مجازره ولو لمدة قصيرة ،لان الكوارث الارهابية التي وقعت لا يمكن الا ان تعزى لذلك النظام ومؤسساته القمعية وايتامه الذين يرفضون الاندماج في الواقع الجدد الذي لولا افراطهم بالخراب والانفلات لمنحهم فرصا حقيقية في العيش الكريم وامكانية قبولهم ثانية في المجتمع السياسي والاجتماعي للبلاد ،بدل الخضوع لاجندات جعلت منهم وسائل لعرقلة تقدم عجلة البلاد واورثتهم سياسات ذلك النظام الدموي ،فيما اثرت على جدوى قناعة المواطن في النجاحات التي تحققت وما يمكن استثماره من نتائج عديدة اثر سقوط النظام البائد ،وهي نتائج كبيرة على الصعد المختلفة قد تجعل العراق اكثر تميزا من دول الجوار على اقل تقدير..

هذا الواقع قد تبلورت ردود افعاله فعلا لدى الكثير من ابناء شعبنا في المناطق ذات المواقف المعارضة لعملية السياسية ،والتي كانت الى وقت قريب ميادين للصراع وحواضن لعصابات القاعدة وايتام النظام البائد ،فقد تحققت الصحوة معلنة مقارعة قوى الظلام وحلفاءها وما اودت به الشعب من هلاك وانتهاك للحرمات ،ولذلك فليس بغريب ان تحدث تلك اللقاءات الحميمة بين اعضاء مجلس صحوة الانبار وشيوخ قبائلها وشخصياتها الاجتماعية والقوى السياسية ، تؤكد مد جسور التواصل وتحقيق الوحدة الوطنية كضرورة موضوعية وذاتية في نفس الوقت لما تشكله الاطراف الاجتماعية في الانبار من دور في خلق المعادلة الصائبة للمجتمع العراقي ، وفي لقاء للسيد عمار الحكيم مع قناة الانوار الفضائية قال : دائماً كنا نعتقد ان النسيج العراقي لايسمح بالصراعات الطائفية بين الناس ولازلنا نؤمن ان العراق في سنواته الاربعة الماضية لم يشهد حرباً طائفية بين اهله ، ليس هناك حرباً بين الاهالي وانما هناك حرباً على الاهالي ، هناك مجموعات على اساس اجندات سياسية معينة جاءت لتستهدف وحدة الناس وتماسكهم ، في السنوات الثلاث الاولى بعد سقوط النظام الصدامي جاءت مجموعات تكفيرية ارهابية تستهدف طوائف معينه لايجاد صراع طائفي بين العراقيين ، اصبح هناك عنف وعنف مضاد ولكن ليس بين الاهالي وانما بين مجموعات معينه وكان مداناً من قبل الناس ، ومن قبل المرجعيات الدينية ، ومن القوى السياسية المختلفة وهذا شيء مهم ، في الحرب الطائفية تصطف طوائف بكاملها بمرجعياتها وشخوصها للقتال فيما بينها وهذا لم يحصل في بلدنا ولامجال للمراهنة على الورقة الطائفية في العراق ، الالفه والمحبة بين العراقيين تزداد المشاركة السياسية وتوسعتها في ادارة البلاد اصبحت اليوم تتفهم بشكل اكبر بين القوى السياسية ، المجموعات التي كانت تستهدف وحدة العراقيين يضيق عليها في كل مكان ويبتعد ويضمر دورها يوماً بعد يوم.

هذا الواقع الجديد اليوم اصبح ياخذ مديات واسعة بعد تلمس المواطن العراقي بريق الامل في استتباب الحياة الطبيعية ،وفي ذلك انتصار للرهان الوطني على مزايدات القوى التي استوطنتها رغبة الخوض بدماء الابرياء ومصير البلاد ،ماخوذة بنزعة طائفية عنصرية تمتد جذورها الى المحيط المجاور بغض النظر عن هويته القومية .فيما يحلو لبعض المثقفين والاعلاميين العرب تصوير الواقع العراقي بسوداوية وقنوط لا يخدم سوى اعداء الشعب العراقي ويديم مشاهد المأساة التي يحاول ابناء العراق محوها من اذهانهم واحلال الصور المشرقة لواقع جديد..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك