المقالات

الفساد إرهاب أخطر من النازية

833 2017-01-13

عمار العامري  يعُد الإرهاب أكثر خطورة من النازية والفاشية، التي تجسدت على شكل دول وجيوش واضحة؛ يمكن محاربتها فكرياً وعسكرياً، ولكن الفساد يصنف اخطر من الإرهاب, أن لم يفوقه بالخطورة, والفساد بوصفه شبح يكون أكثر دهاء, ومخاتلة يصعب تشخيصها، ويتحرك بأمكنة لا يمكن إعاقته بشكل مجسد؛ بتخفيه وتنكره برداء الوطنية, ومطالب الشعب!!.
   ثمة عوامل عديدة تجمع بين الفساد والإرهاب؛ تجعل من الحقائق صور للترابط بين هاتين الآفتين، وأن كانت النازية والفاشية من صنع جهات خارجية؛ فأن الفساد والارهاب من دفع خارجي وتنفيذ الداخل، فالإرهاب؛ يخدع الشباب بالفتاوى المزيفة, وتسطيح الفكر ومقاربة المنطق؛ وتحريف النصوص المقدسة، وعلى سياق مشابهة وأدوات مختلفة, وبادعاء تمثيل جماهير وبكاء على قضاياهم، يُسرق الشعب من قبل مافيات الفساد.
   يعتقد أحياناً إن سبب الفساد ناتج من دوافع الحاجة المادية، وتنطبق على الإرهاب كنتاج عن الحاجة العقيدية, كالكبت الجنسي والجهل والظلم التي تعوض بالترويض والعلم والعدل، ولكن الحقيقة إن السبب هو فقدان الفرد مقومات التربية الصالحة، والبحث عن تعويض النواقص بالانتقام، وفي الواقع نجد مَنْ تأثر بمسببات الفساد من الأثرياء وأصحاب النفوذ, ومن هم من الطبقات الاخرى تحولوا لفاسدين تكنوقراط.
   حاليا اصبح الفساد يشكل مجاميع؛ بدوافع شتى متوافقة أو متناقضة، وتوجهات نفسية واجتماعية وسياسية واقتصادية، وثمة عوامل اخرى منها النزعة اللا وطنية وحب الانا, يظللون المجتمع بمظاهر حسنة، مثلما يفعلها الإرهابيين؛ فأنهم يبيحون انتهاك الحرمات, ويسلبون الأرواح البريئة، ويدفعون البسطاء للانحراف، حتى يقنعوهم بالفتك بمن يخالفهم، وفق معتقد انهم حق وغيرهم باطل, وأن لم يكن موتاً سريعاً حتما سيموت تدريجياً.
   إن الفاسدين والإرهابيين؛ لا ينتمون الى جنس البشر السوي، لانهم ينتمون الى منابع ومواطن الانحراف والرذيلة, حيث يتحركون كما تتحرك الديدان على الفريسة، وأن اختلفت وسائلهم أو تصارعوا؛ تبقى نفس المسوغات تسير بهم نحن غاياتهم، ويتفقون على أن يكون غيرهم مشاريع ضحايا واستهزاء، وهم من يقررون مصير الاخرين, لذا فالفساد والارهاب سلوك ناجم من ثقافة سياسية منحرفة، وبيئة اجتماعية فاسدة.
   تحتاج مواجهة الفساد لثقافة التسلح بالحقوق الفردية والجماعية، وعودة الفرد لدوره في الحياة الطبيعية، وبالنتيجة إدراك واقعية اليوم الذي تلتف صغارها على مخانق كبارها، وتولد قوة انفعالية، عند شعور الصغار أن ضغط الكبار بدأ يشعرهم بالاختناق؛ يكشف على أن الفساد يوازي الإرهاب؛ بالتأثير على معتنقيه، وتشابه النتائج وأن اختلفت الأدوات.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك