اسماعيل التميمي
.يعد الاعلام احد عناصر ادارة المعركة واحيانا وفي لحظات بعينها يتقدم عليها جميعا ، واذا اسيء استخدامه يؤثر تاثيرا مباشرا وسيئا وهائلا على معنويات المقاتلين في الميدان .
مصداق ذلك هو احتلال الموصل نفسها من قبل داعش كان قد تم بفعل الاعلام الذي مكن داعش من احتلال ثلث مساحة العراق واسقاط عدة محافظات بدون قتال ، ووصلت الى اسوار بغداد ، لولا فتوى المرجعية واقدام وتضحيات ودماء الحشد وقوات مكافحة الارهاب والغيارى من الجيش والشرطة الاتحادية. تتميز معركة تحرير الموصل عن كل سابقاتها بانها المعركة الاخيرة والمعركة الحاسمة مع داعش .
من الطبيعي ان تدافع داعش عن اخر معاقلها في العراق وهي على دراية تامة بمصيرها بعد تحرير الموصل ، وان قيادة العمليات المشتركة عندما صممت خطة المعركة من المؤكد انها وضعت ذلك في حساباتها .
ان ما نلاحظه هذه الايام من تباطؤ في اندفاع قطعاتنا نحو اهدافها المرسومة لا يدعوا بالضرورة الى القلق ، قواتنا دخلت المدن وداعش اخذت العوائل لتحتمي بهم كدروع بشرية وهذه تفرض على قواتنا تقييد استخدام العديد من سلحتها لكي لا تطال هذه العوائل ،ثم ان المعركة مضى على انطلاقها خمسون يوما فمن الطبيعي ان تحتاج القطعات المحاربة فرصة لالتقاط انفاسها وتعزيز وتحصين مواقعها قبل الانطلاق ثانية باتجاه اهدافها . كما ان الخطة العسكرية يجري تقييمها وتحديثها يوميا في ضوء النتائج المتحققة في الميدان والدروس المستخلصة من سير المعارك لمعالجة عناصر الضعف فيها وتعزيز عناصر القوة والنجاح .
انصافا لا بد من القول ان الدكتور العبادي رئيس مجلس الوزراء بصفته القائد العام للقوات المسلحة ، قد احترم التراتبية في القوات المسلحة التي تعد اهم ميزة واهم شرط في ادارة وقيادة كل جيوش العالم . على عكس سلفه الذي كان يتدخل في تعيين كبار القادة والامرين وفي ادق التفاصيل .
صفوة القول ان معركة الموصل تسير وفق الخطة المرسومة وهذا لا يعنى عدم حصول مفاجآت فالحرب هي كر وفر ولكن العبرة بالنتائج وان شاء االله النتيجة محسومة لصالحنا ، طالت المعركة ام قصرت ومنه التوفيق
https://telegram.me/buratha
