المقالات

تزف شهيدها

1892 2016-12-05

محمد الشذر اتنقل بين ازقة المدينة، فتأخذني تلك الاضواء بعيدا، فأسرح في غمرات الخيال، فتارة اتنقل بين خميلة واخرى، فلا ارى ادبا، ولا ارى شعرا، بل هو حواهما كلاهما، ليصبح الناظر اليه عاجزا عن ادراك مكنونه وما فيه!
تلك الازقة المتشابهة، والتي اكاد اتيقن في بعض الاحيان، إني ادور بنفس الدائرة، بين الازقة، ومتجولا فيها، ذهابا وإيابا! لولا تلك الاسماء على اللوحات التي تجعلني اقهقر وجعي قليلا، لاخاطب نفسي بأني لم أأتي من هنا، فهي تصيبني بالعجز من دقة التشابه الذي يمر في ارجاءها!
نسيم هواء الدروب في مدينتي، ليس له نسيم! فكل الوجوه تكفهر من حراراة المغيب، والشوق يشدها نحو المشيب، ليصبح العمر كتابا، لا لون فيه، بل اصفرار اوراقه، يدل على أثر عجيب، لثواني طفولة لا أدري ام شيبةٍ؟ اصطبغت بألوان النحيب.
جسور المدينة كأنها اجساد ملئت بالموت! وحطام سنين لطخت بالسواد، ليصم آذانها ضجيج الصوت!، فبين البائعة العجوز، والطفل ذو العربة الذي يجمع قوت يومه، حكاية حوت الف عنوان، وقلادة صبي طرزتها اخداش الرزم التي يحملها، لتطبع على يديه دماءا، بدل التميمة التي راح ينشدها في صغره، عسى ان تنبأهُ بفجرٍ جديد، وعيش رغيد، وحنان أم لطفل وليد، فمهما تقدم به السن سيبقى وليد.
اضواء المدينة والتي كانت في يوما ما، عبر تاريخ الازمنة السالفة، تشع بقهقة المتجولين، والتي خفيت من الوجدان، لتثار عليها رمال الاحزان، اختلطت بضوضاء المكان، وصخب الحقيقة التائه، بين اجراس النواقيس المتعددة، فجميع الموجات امتلأت بتراتيل فوهات البنادق، واصوات تلك العجلات التي تقف فوقها هامات الشوامخ، يوشحها علم البلاد، بلونهِ ولونهم.
اطفال مدينتي يلتحفون الوجع واليه يرحلون، ويبدأون كل صباح بأنتظار لغائب؛ لا يُعرف هل على سواتر الرمضاء أم بين السجون، وشماغ اب لف الهم في جنباته، في وطن يخون!.
لا ادري، هل الكتابة اكتبها وتكتبني؟ ام اطردها فتزعجني؟ ما بالها اُلاطفها فتزجُرني! فكل شيء فيهم محال، فبعد القطيعة لا شيء يقال، الا حروف هم رتلوها، رسموها، خلدوها، عطروها، بسوح النزال، لتكتب على جدران مدينتي {تزف شهيدها}.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك