المقالات

لاتكتبوا التأريخ بإعلام السلطة..!


وليد كريم الناصري كتابة التأريخ بأدوات السياسة، وبما تشتهي الملوك، جعله حمال وجوه، شأنه شأن الكتب السماوية، ففي الوقت الذي تحتاج الآيات، الى ملكة الإستنباط والتفسير، أصبحت الرواية أيضا تحتاج الى ذلك، وعلى إختلاف تفسير القرآن، وفهم الروايات، وتدخل السلطات، نشأت وتعددت وإختلفت المذاهب والفرق الإسلامية، ومن الغريب أن تصل مباني الإختلاف، بنقل الحديث أو الرواية، داخل محيط الفرقة او المذهب الواحد، وسنركز خلال هذا المقال على قضايا، فسرتها السياسة عند عامة الناس، بما ليس ما في مضمونها.
يفهم من سيرة "فاطمة الزهراء" بعد وفاة أبيها النبي "محمد"، إنها جلست تبكيه ليل نهار، لدرجة إنها شيدت دار خارج المدينة لتبكي أبيها، إدعى رواة أحاديث الخليفة، أن الناس ضاقت ذرعاً لبكاءها، وإذا ما وقفنا قليلاً مع هكذا إدعاء، اولاً: ما الذي يجعل فاطمة تبكي ليل نهار؟ لدرجة إنها أثرت بمن حولها! وهي أحد النساء التي أشار الله لها في عدة موارد من القرآن، وهي تلك المؤمنة الصديقة الصابرة، الراضية بقدر الله وقضاءه، ثانيا: ما هو نوع البكاء الذي يؤثر على السلطة الحاكمة؟ والذي يدعو لإخراجها من المدينة.
"الزهراء" كانت صوت أعلامي معارض وبشدة، للمتسلط بأسم الخلافة، فكانت ترى منبر الخلافة يغتصب، والدين يسيس لصالح السلطة، ولكي تحافظ على المشروع الإسلامي الحقيقي، كانت تجتمع بالنساء تحت عنوان "المأتم" على روح "الرسول الأعظم" فتروي لهن الحجج والأدلة بأحقية "أهل البيت" فتنقل النساء هذه الحجج والأدلة لازواجهن، فأحدثت عاصفة إعلامية، كادت تطيح بكرسي الخلافة، الذي تقمصه "الخليفة الأول" حيث بدأت تستجمع الرأي العام من حولها، الأمر الذي دفع بالخليفة، إخراجها من المدينة بالقوة، لتفادي إختلاطها مع نساء المسلمين.
زينب إبنة الزهراء، وبعد مقتل أخيها "الحسين" سبط النبي الأكرم، تنقل الروايات بأنها إنتهت مهتمها مع رجوعها الى المدينة يوم 20 صفر، في العام الذي قتل فيه الحسين، ولكن الحقيقة عكس ذلك، زينب وبعد رجوعها الى المدينة، عقدت المجالس باسم "الحسين"، وأستمرت مهمتها في المدينة، تبين مظلومية "أهل البيت" ومدى تمادي السلطة الحاكمة بمقتلهم، الأمر الذي دعى بأحد رعايا "يزيد" أن يكتب له: أن في المدينة لسان لزينب، سيسقط عرشك في الشام" الأمر الذي دفع "يزيد" أن يُخرج "زينب" بالقوة من المدينة، ويأتي بها الشام،لتموت هناك، وليس كما ينقله الرواة بأن لها تجارة مع زوجها بالشام.
"صدام حسين" لم يكن ذلك الطاغية المغفل، والبعيد عن قراءة التأريخ، بعد ما قام بقتل أية الله المفكر السيد "محمد باقر الصدر" سُأل عن سبب قتل "بنت الهدى" مع أخيها قال "ما كنت لأخطأ خطأ يزيد إبن معاوية، قتل الحُسين وترك زينب" كذلك كررها عندما سُأل "صدام" عن سبب إعدام عائلة "آل الحكيم"رجالاً ونساء وأطفال بإبادة جماعية، قال أيضاً " أخطأ يزيد بقتل الحسين، وترك عائلته، وليس أنا من يكرر الخطأ ويترك للحكيم باقية.
نصل الى قضيتان لابد من الوقوف عليهما، أولاً: أن نزيح غبار الإعلام المظلل عن الحقائق، حتى لا تضيع بين سطوره معالم جهاد الإمتداد المحمدي، ثانيا: نجنب تاريخ الأجيال، التأويل المنحرف، والتفسير الشاذ عن القواعد الحقيقة، بأبعاد السلطة والحزب الحاكم عن كتابة التاريخ، ويجب أن تُعرف الحقيقة كما هي، وليس كما يُراد، كما ويجب ان تكون هنالك وقفة جادة، لإستئصال السذاجة والجهل، لدى العامة البسطاء، بالأدلة والحقيقة، لنظمن حصولنا على تاريخ ناضج، بعيداً عن شوائب التدليس السلطوي.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك