المقالات

مقاهي الإلحاد في العراق

6629 2016-11-12

احمد حيدر الحسيناوي الإلحاد بمعناة العام هو عدم الايمان بوجود الله، و يدعي الملاحدة أن الكون وجد بلا خالق، وان المادة وجدت بذاتها نتيجة تفاعلات حدثت بالصدفة منذ الازل. شهدت السنوات القليلة الماضية، غرس هذه الفكرة الشيطانية، في عقول الكثير من الشباب العراق في الشوارع و مقاهي مدعية للعلم و الثقافة !. الإلحاد يحيل النفس الإنسانية الى رماد، بسب إنكار الملحدين للجانب الروحي، وإعتقادهم بأن الوعي إنعكاس للمادة، و يجعل من الأنسان وحش كاسر يهتك جميع الفضائل، التي ظلت تؤسس لها الأديان آلاف السنين. يمكن تمثيل نظرت الملحد الى العالم، كأن العالم مدينة ملاهي عملاقة مجانية، فتكون غايته هي تحقيق أقصى متعة، و أشباع رغباتة و غرائزه قبل الخروج من المدينة . وكما يقول المفكر الانجلزي جون لوك ( إذا كان كل أمل إنسان قاصراً على هذا العالم، و إذا كنا نستمتع بالحياة هنا في هذة الدنيا فحسب، فليس غريباً و لا مجافياً للمنطق أن نبحث عن السعادة، و لو على حساب الآباء و الأبناء ). الشيوعية بمفاصلها تقتطع أهم أسس وحيثيات الأديان، بكتبها الاربعة ومذاهبها كافة، وأسست معتقداتها لضرب عقيدة الأديان، ولعل الإسلام الواجهة الأكبر التي تتقاطع معها مفاهيم الشيوعية، مثلا في العراق الاسلام هو دين الدولة الرسمي، و مصدر أساس للتشريع هذا ما جاء في المادة الثانية من الدستور العراقي، ويعتبر الشعب العراقي بصورة عامة من الشعوب المتدينة و المحافظة على عادات الأجداد و السلف الصالح . لكن ما يثير الذهول، نرى هذه الأيام أماكن خاصة يجتمع فيها الملحدين علانية، و كتبهم تُباع على الأرصفة، بالأضافة لوجود عشرات الصفحات على مواقع التواصل الأجتماعي التي تروج الى الإلحاد، وهناك أسباب كثيرة، ساعدت بنسب متفاوتة بنمو ظاهرة الإلحاد، و لكن هناك أسباب جوهرية و عامة أدت الى أستفحال هذه الظاهرة وهي : ١- الخطاب الديني المتطرف، و ما يعقبة من تفجيرات للابرياء و قتل بالجملة على أساس ديني او طائفي، يضاف ألية وجود بعض الاحزاب الحاكمة، التي أتخذت الدين غطاء لسرقتها أموال الشعب، و فشلها في أدارة الدولة، مما أدى الى ردة فعل و أعراض عن الدين. ٢- أنعدام أو قلة الرصيد الديني و الثقافي، لمعظم الشباب، مما جعلهم في مهب الافكار اليسارية الخداعة. ٣-عمل واسع يقوم به الشيوعين و العلمانين، يركز على الشباب والناشئة بالدرجة الأساس من أجل المسقبل. ٤-حالة الأحباط و اليأس، وماتسببة من هزات كبيرة في نفسيات الشباب، بسبب الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية المزرية التي يعيشها اغلبهم. ٥- الآثار السلبية للعولمة والانفتاح التقني الكبير بشتى المجالات. الإلحاد ظاهرة تضرب في عمق الهوية الاسلامية للمجتمع العراقي و تدق ناقوس الخطر، لذلك يجب مكافحتها قبل فوات الأوان و وقوع المحضور، مما يحتم إنشاء مؤسسات رصينة للرد على شبهات، وأدعاءات االملحدين بطريقة علمية، وتحصين الشباب دينياً و ثقافياً، من خلال مناهج تدريسية فعالة، ودورات تثقفية و تنموية و هذة مسوؤلية الدولة ومنظمات المجتمع المدني. مسؤولية أيضاُ تقع على منابرالخطباء، من خلال أعداد بحوث عقائدية حول الخلق و التوحيد، و كشف زيف أدلة الملحدين، و كذلك توضيح الصورة الناصعة للدين الاسلامي، التي تلطخت بمفخخات الإرهاب و فساد المتأسلمين. اذا أمعنا النظر في حركة التاريخ، نرى أن كل خطوة يخطوها العراق بالأتجاة الصحيح، او تصدي لمعتدي خارجي، كان وقودها و قادتها هم المسلمين، و رجال الدين وأخصُ الشيعة منهم، و الشواهد كثيرة قد لا تبدأ بثورة العشرين و لا تنتهي بالحشد الشعبي، مما يدعوللقول أن كل تيار سياسي أو ايديولوجية، يتعارض جوهرهما مع الطابع الديني، الطاغي على معظم المجتمع العراقي، مقرر لها الفشل مسبقاً! والقضية مسألة وقت لاغير ذلك.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسنين
2016-11-12
مقال رائع و حصيف و اتى في وقته.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك