المقالات

الموصل ليست الإسكندرونة !...||رحيم الخالدي

1651 2016-10-27

رحيم الخالدي

تاريخ الإحتلال العثماني ومن بعده أحفادهُ اليوم، الذين يريدون إرجاع هيبة الدولة العثمانية، وكأنهم يعيشون في العصور الوسطى، وخدمتهم الصدفة في ذلك التاريخ المخجل للمنطقة العربية حينذاك، على إثرها تم إقتطاع مدينة الإسكندرونة من سوريا، ساعدتهم حيثيات ومراكز القوة والنفوذ، الذي تتمتع به تركيا في ذلك التاريخ، مع السكوت المطبق من قبل العرب! ولا يتجرأ أحد ليقول كلمة الحق أمام دولة مصفى أتاتورك مؤسس الدولة التركية، ومعروفة تلك القصة التي عملها الفرنسيون والأتراك، بكيفية الإستيلاء على لواء الإسكندرونة، بعد وضعه تحت الوصاية التركية، ومن بعده ضمه إلى تركيا بخديعة يذكرها التاريخ بكل تفاصيلها المرة، واليوم يريد أردوغان خليفة أتاتورك، إعادة أمجاد الدولة العثمانية  التي لم تقبلها أوربا كعضو فيها !.

الموصل عراقية وبإعتراف الأمم المتحدة، وهذا الوقت ليس كوقت صدام، عندما تنازل عن مساحات كبيرة ليبقى بالحكم، وفي أيام الإحتلال في عام ألفين وثلاثة، كان مستعد ببيع العراق كله في سبيل البقاء على كرسيه اللعين، حاله كحال ملوك الخليج، الذين يأتمرون بأمر أسيادهم، وها هي السعودية متورطة بحرب مع اليمن، خسرت أموالا طائلة، كان من الممكن أن يتنعم أهل نجد والحجاز بها، وكل هذا في سبيل إرضاء الإمبريالية العالمية، التي تريد السيطرة على مقدرات الشعوب، وهاهي اليوم تقبل الأيادي للتخلص من تلك الورطة، التي أدخلت نفسها بها، وكان عليهم الرضا بما حباهم الخالق بالبيت الحرام، وخدمة الحجاج والاستفادة من التجارة والخدمة، لينالوا رضا الخالق .

الحشد الشعبي المقدس تلك الصخرة التي لا يمكن مجابهتا، وهي السيف المجرب، والمعارك التي خاضوها كثيرة، وإفتتاحها كانت جرف النصر، التي أعطت أمريكا بجيشها الذي لا يقهر درساً، والذي يعتبر من الجيوش المتقدمة! المزودة بأحدث الأسلحة، ترافقه التقنية الاليكترونية، وقنوات التجسس والطائرات الحديثة والمسيرة، مهلة ستة أشهر لتحريرها، إستطاع الحشد و بمدة أسبوع من تحريرها كلها، بهمة المجاهدين ممن لبوا نداء قائدهم، وافوا بالنذر الذي عاهدوا عليه، بتحرير كل شبر من أرض العراق، وطأت عليها أقدام داعش التكفيري، وما قدمه المجاهدين من المتطوعين بالدفاع عن العراق أرواحاً ودماءاً، ليس لأجل المادة، أو لينالوا وسام يضعونه على صدورهم، بقدر ما تلبية النداء .

لو لم يكن هنالك ضوء أخضر لما تجرأ رئيس الوزراء التركي، وأصر على البقاء في شمال العراق، والموصل تحديداً، وبما أن السيناريو الذي جربه على الشعب التركي، وإنطلت عليهم تلك الأكذوبة، بأن هنالك إنقلاب ضده، فعلى العراقيين لا ينطلي! لأنهم يراقبون الوضع عن كثب، وما إقصاء الأنداد الذين يشكلون العقبة أمام أردوغان، إلا للتخلص منهم بهذه الحيلة، التي تحمل بين جنباتها ألف سؤال وسؤال؟ وكذلك لإلهاء الشارع التركي، وتوجيه الأنظار صوب الموصل، كذلك إهانة الجنود الأتراك في وسط الشارع التركي، وإعطاء الضوء الأخضر للعصابات الإخوانية بالنزول للشارع، وقيامهم بضرب الجنود بكل المتاحات وإهانته، فهذا لا يمكن أن يمر مرور الكرام، وليت الأمر يتوقف على ذلك، بل طال كل الكفاءآت من الجيش والشرطة والقضاة والتعليم، ولم تسلم أي مؤسسة من مؤسسات الدولة التركية .

المفيد في الأمر وبالذات في هذه المرحلة الراهنة، والتي يمكنها أن تحدد المصير للأيام القادمة، تلاحم وقوة التحالف الوطني بقيادة السيد الحكيم، الذي استطاع وبأيام قلائل جمع شتات التحالف، مع العدد الذي لا يستهان به، وجعل منه رقم صعب، مما حدا بالأنداد أن يحسنوا التصرف ويخشوا من الأيام القادمة، سيما أولها الإنتصارات المتحققة، والموصل على أعتاب التحرير، والتبدل بالسياسة التركية، وإرسال وفد لبغداد يبدوا أنه أعطى نتائجه بأول الغيث، وزيارة مسعود بارزاني منتهي الصلاحية، أراد بذلك تعاطف التحالف معه، بعدما يأس من المماطلة، علّه يحصل على مكسب يبيض به ماء وجهه، ويكسب رضا المواطن الكردي، الذي ملّ من سياسة حكومة الإقليم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك