المقالات

الجهاد الكفائي، وتاريخ يكتب || محمد الشذر

1197 2016-10-22

محمد الشذر السيستاني، رجل كبير السن، لا يقوى على حمل طفل صغير، يعيش في احدى دهاليز النجف، لم يقف على اعتاب سلطان، لا يملك بيتا، غير 70 مترا يسكنها، مؤجرة من سيد امين جواد شبر مالك البيت.
تدخل السيستاني في كثير من نقاط الفصل، ليكون خياره القاطع، في مرحلة التاريخ العراقي، ليكون الشخصية الاولى في العراق، والتي يحسب حسابها، حتى باتت تدرس قراراته، اذ تؤثر على القرار العراقي، والامريكي في العراق.
سقوط كبريات مدن العراق وفي وقت حرج جدا، اذ لم يشافى العراق من جراحه بعد، وخروقات الارهاب الداخلية التي تنهشة، وركاكة القوى الامنية، والترسانة العسكرية، والانشقاقات الداخلية، ادخل المواطن العراقي في رعب تام، بأن المناطق الاخرى ستسقط بيد التنظيم الارهابي، او ان العراق سيقسم لا محال، الى شمال كردي، وغرب وشمال غربي وجزء من الوسط سلفي متعصب، و ووسط وجنوب شيعي.
التخبط السياسي لم يكد يهدأ، والحرب الاعلامية بين السياسيين في اوجها، فكل اتخذ المناطق التي انهارت بيد التنظيم اللااسلامي، ذريعة لاسقاط خصمه، ليتصيد بالماء العكر، وليكون هو البطل القومي الذي سيعيد للبلد مهابته؛ في ما لو آلت اليه مقاليد الحكم، وما هي الا ابواق اعلامية ليس لها الا مئارب شخصية وفئوية.
وسط هذا الضياع السياسي، فؤجئ الجميع ومن على منبر الجمعة، من كربلاء الحسين"ع" بأن القرار الحكيم، والفيصل هو هناك في النجف الاشرف، ليعلن عن فتوى الجهاد الكفائي، لتكون فتوى تاريخية، ثورية، لاعادة المناطق المغتصبة الى ارض الوطن، وبعقيدة الشهادة الدينية، من المرجع الاعلى للطائفة الشيعية في العالم.
انطلق سيل المتطوعين، من كل حدب وصوب، لتلبية النداء الديني والعقائدي، ليسطر اروع الملاحم في التضحية والفداء، تاركين خلفهم محبيهم، فالشباب بعمر الورود، وفتيان، وشيب، روو هذه الارض بدمائهم، والنجف هو القائد لكل مرحلة حرجة، لتكون كلمة من هناك كفيلة بقلب مجريات الامور.
الحشد الشعبي، والجيش الذي كان منكسرا قبل فتوى الجهاد الكفائي، راحوا يحررون المناطق تلو الاخرى، رغم خساسة التنظيم الداعشي في الاساليب القتالية القذرة، والمساندة الامريكية الوقحة والتي تضرب طائراته الجيش والحشد، تحت ذرائع الخطأ على ارض المعركة، لم تثنهم عن عزيمتهم، وها هم يقدمون التضحيات، لتعود اراضي الوطن سريعا، بعد حضن الاغتصاب.
اثرت هذه الانتصارات على المستوى الاقليمي، لتقلب المعادلة، فالدول المتنازعة العظمى، بعضها يريد ابقاء داعش من اجل الهيمنة، واقصاء خصومه، وتنفيذ مأربه، كما تفعل امريكا وحلفائها، واخراها يريد التدخل ليقضي عليها ليبني لنفسه قواعد قوى في المنطقة، تمكنه من مجابهة خصمه، كما تفعل روسيا وحلفائها.
الموصل تعاد، والفيصل هناك على ارض النجف، ليزدحم التاريخ بقرارتها النافذة البصيرة، فمن الانتخابات، والدستور، وديمقراطية الاقتراع، والسلم الاجتماعي، واطفاء حرب النجف، الى الموصل، حكاية لو توغلنا بتفاصيلها، لتاه الحبر عن ورقه فيما يروي وعجز، وسنرتقب ما بعد داعش، لننتظر القرار من هناك.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك