المقالات

هل اتاك حديث الطف (8) شاعر الطف|| مرتضى آل مكي

1569 2016-10-10

  مرتضى آل مكي لم يكن في الطف شيئاً الا وحدث، كل الفئات والعناوين، كل المهام والمهن، قائد وجندي، كهل وشاب وامرأة وطفل، شاعر واعلامي، مفتي ومرجع، جميعهم إجتمعوا لينقلوا لنا الحق الذي سأل عنه علي الأكبر أباه، عندما سمعه ينعى نفسه، الأكبر فئة شبابية وضحت لنا معالم الثورة وكان شاعرها.
اتجهت تلك الفئات ليلة العاشر من المحرم صوب القبلة، لهم دوي النحل، وعلي مستقبل أرض الغري مشغولاً بعهد يبرمه مع جده علي الكرار –ع-وهو يردد: جَداه ها أنا الأكبر
والصبحٌ إذا أسفر
سيف إبنكَ إن زَمجَر
فَسَيَخطِبَ في العَسكَر
والطفٌ لهٌ مَنبَر أخذ الأكبر يشرح لجده، ماذا سيعمل غداً، ان حل الصباح وبدأت معركة الحق، التي لا يبالي ان وقع عليها او وقعت عليه: عيدي ميدانٌ الحربَ إذا ما عجا
صيدي أبطالٌ في ساحاتِ الهيجا
سيفي سَيَصدٌ العالمَ فجاً فجا
طعانٌ في الحومةِ مثلي لا يرجا
وعلى هامِ الفرسانٌ سأطوي السرجا
لم يلقوا الا الموتَ لديهم منجا توقف الأكبر قليلاً وسط المعركة! واصفر وجه الحسين وخرت الرباب مغشياً عليها، لكنه إنشغل مرة أخرى مع جده، واتفقا إنه سيعيد إسمه، وسيحيي ذكراه في الطف وردد:
جداه من لا يعرفٌ حيدر
سَيَرى شبلٌ قسور 
في الحربِ إذا يزأَر
يرمي أهل المٌنكر
بفمِ الموتٌ الأحمر بدأ صولاته وفيه عرق حيدرة، وهو يغوص وسط الفرسان مردداً: لما أبرزٌ لم أطبقها اجفاني
عيني بين الحربٌ وخدري الاحزانِ
وعيونٌ إمامي عن بعدٌ ترعاني
ويواسي صبراً قلبَ الامٌ الحاني
وأنا الموتٌ على عٌبادٌ الاوثانِ
لو يروى سيفي ضامٍ صاحَ سناني ساد التبختر المعركة، وفرت كل فرسانها وهو يقتنص ساداتهم فينهيهم، بعد ان أردي ابن غانم صريعاً، استأذن جده قائلاً: سأعود الى خيمة أمي بالبشرى
وأرى في عَينيها قلباً قد سٌرى
وتراني قد خَلَفتٌ على الرمضاء بَكرى
لكن كيفَ سأشكو للسبطَ الحرا
أو أطلبَ ماءاً وهو بالماءِ أحرى
سأعودٌ وأدعو نفسي صبراً صبرا الان بدأ الأكبر ينعى نفسه! اذ المعركة بدى أوجها، واشتعلت نيران الحرب، وقف الكرار بجنب الأكبر، فيما ردد الأخير: سترى جسمي يا جدَ على الغبراءِ
مسحوقَ الاضلاعَ قطيعٌ الاعضاءِ
أٌسقى بالكأس الأوفى بعد وفائي خلاصة القول: إيثار وجهاد الكبر لن يكون خافياً اليوم! ففي الحشد الشعبي شباب استلهموا من الأكبر وابيه، كل صولات الطف، وطبقوها في ارض الحسين، دفاعاً عن الحسين، فالظمأ الذي ناله الأكبر تجشمه صالح البخاتي، والحر اذاقه أبو منتظر المحمداوي، والدماء التي سالت، سالت من أبو مصطفى العيداني، وغيرهم كثير.
سلام.

murtdha860@gmail.com
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك