المقالات

ماذا كتب ناهض حتر عن السعودية ليتم اغتياله؟


أغتيل الكاتب الصحفي الأردني، ناهض حتر، بسبب موقفه المناهض لجرائم أميركا والسعودية و"إسرائيل" ضد العرب، وكان قد سجن قبل اغتياله بأسابيع لأنه نشر كاريكاتيرا سخر فيه من الصورة الجنسية المشوهة التي يرسمها الوهابيون للذات الألهية والجنة والحوريات والولدان.

وبمناسبة اغتياله ننشر احدى مقالاته الاخيرة التي قال فيها ان السعودية هي النازية الجديدة، وإنها تشن حرب إبادة في العراق وسوريا، كما وصف السعودية بأنهاعدوّة العروبة والتحرر والتقدم وصنو إسرائيل.

إنها حرب إبادة

بقلم: ناهض حتر

آن الأوان لكي نضع مناورات الكتابة السياسية جانباً، ونسمي الأشياء بمسمياتها؛ فقد أمسى المشهد، في بلادنا، واضحاً ودامياً وفاقداً للحياء: السعودية تشنّ حرب إبادة، بالمعنى الاصطلاحي الفعلي، ضد الشيعة والعلويين في العراق وسوريا، وتلوّح بتوسيع هذه الحرب البشعة، لتشمل لبنان، أيضاً. وفي الأثناء، تكبس الشيعة في الجزيرة العربية والبحرين، بكل صنوف القمع والإلغاء. وتحدث هذه الجريمة المؤدلجة المصممة المموّلة بالمليارات، علناً، وسط صمت شامل ينمّ عن انحطاط أخلاقي غير مسبوق، وتواطؤ مفضوح من قبل الغرب والعرب والترك ، دولاً ومجتمعات ومنظمات وحركات وأحزاباً ومثقفين.

الشيعة أنفسهم يصمتون. وفي هذا الصمت حياء من الإعلان عن الذات، وكأنّ في هذا الإعلان فضيحة، أو كأن في قلب الانتماء الشيعي أو العلوي، شعور مضمَرٌ بالذنب، لا يفكّه سوى خطاب يقرن بين التشيّع بالكفاح من أجل فلسطين على نحو ما فعل حسن نصرالله... يعني، بالخلاصة، كأنّ المبرّر الوحيد الذي يمسح الخطيئة الأصلية للتشيّع هو فلسطين!

طيّب... سأمشي مع هذا المنطق حتى نهايته: أيحلّ ذبح الشيعي إذا لم يكن قد كرّس حياته من أجل تحرير القدس؟ أليس له، في حد ذاته الإنسانية والاجتماعية والقومية، الحق في الحياة والاعتقاد والعروبة والشراكة الوطنية؟

المصدر الرئيس لمعاداة الشيعة، بالطبع، هو السياسة الإيرانية المعادية لـ "إسرائيل"، وهيمنة خط المقاومة لدى شيعة لبنان، لكن ماذا بشأن الشيعة العراقيين؟ وقد مشى كثير منهم في منهج التحالف مع الولايات المتحدة، وغطّى العديد من ساستهم غزوها للعراق؛ فكانوا، في السياسة الإقليمية والدولية، في خندق السعودية والأنظمة الخليجية التي طالما هدّدها "صدّام"؟ الفلاّحون المسالمون في بلدتي نبّل والزهراء الشيعيتين السوريتين، لم يكونوا، يوماً، شركاء في أي معادلة سياسية، ولا مؤثرين في أي اتجاه؛ فأين يمكن، إذاً، أن نبحث عن دوافع فرق الموت التكفيرية للإصرار على محاصرتهم واستباحتهم وذبحهم؟ وإذا كان تكتيك الجماعات المسلحة للتوغل في ريف اللاذقية مفهوماً من الناحية العسكرية، ففي أي فهم يمكننا أن نضع حفلات الذبح والاغتصاب وخطف السبايا؟ إنها جريمة تطهير عرقي موصوفة في القانون الدولي الغائب، كلياً، في هذه المذبحة التي ترتكبها السعودية ضد الطوائف الشيعية.

في العراق نظام سياسي يستحق انبثاق معارضة وطنية شعبية واسعة تصارع المحاصصة والفشل التنموي والفساد؛ ولكن، في أي تصنيف للصراع يمكن أن نضع المَقْتَلَة اليومية لعشرات آلاف المواطنين البسطاء، تمزّق الانفجارات حيواتهم عقاباً لهم على ولادتهم في أسر شيعية؟ سوف يدفعهم ذلك، بالطبع، إلى منح نظام يسحقهم اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، ولاء مذهبياً يمنع المعارضة والسياسة والتغيير.

دعونا نواجه الحقيقة المطموسة تحت ركام التعصّب والملَق والانتهازية والمخاوف والتعلّق الواهم بـ "الصحوة الإسلامية"؛ نحن، بلا رتوش، في مواجهة نازية سعودية سوداء، ولكن موضوعها الشيعة وليس اليهود. وهي، بالطبع، نازية رثّة متخلّفة لا تخوض حروب إبادة لبناء امبراطورية قومية، كما كان حال النازية الهتلرية، وإنما تلغ في دماء الشيعة، لدوام سيطرة نظام قروسطيّ يحظى بالدعم الإمبريالي ليس، فقط، للنهب ــــ فهو ممكن في ظل نظام حديث ــــ بل، بالأساس، كمركز عمليات ضد حركات التحرر والتنمية والتقدم الاجتماعي في العالم العربي.

لن أتوقّف عند النفاق الأميركي الذي يدين "جبهة النصرة" في سوريا، و"القاعدة" في العراق، بينما تغطيهما الولايات المتحدة، سياسياً وأمنياً، والأهمّ أنها تغطي المراكز التي تجنّدهما وتموّلهما وتسلّحهما، بقيادة السعودية؛ بل سأتوقّف عند الاتجاهات الانتهازية المتواطئة مع حرب الإبادة النازية السعودية ضد الشيعة. وأبدأ بالجماعات الموضوعة على قائمة الإبادة من الجماعات المدنية السنية ـــ وهي تشكل الأغلبية ـــ والمسيحيين والدروز والعلمانيين... أنتم، جميعاً، أهداف أسهل للنازية السعودية، فارفعوا أصواتكم اليوم؛ إنني لا أفهمك يا رفيقي في التيار المدني المصري، كيف تصمت على مذبحة الشيعة، وتتخذ السعودية نصيراً، وأنت تواجه الإرهاب نفسه! ولا أفهمك يا رفيقي اليساري كيف تغرق في تحليلاتك ولا يدفعك ضميرك لكي تصرخ في وجه القَتَلة! ولا أفهمك أيها المسيحي اللبناني كيف تتحسس من شيعيّة نصرالله المعلنة تحت القصف، ولا ترى السكاكين المعدّة لرقاب بنيك، يصدّها عنهم رجال نصر الله بالذات! أتظنّ، كبعض الدروز، أنك خارج المذبحة؟ طيّب! دعك من هذا كله، فأين هو الضمير المسيحي؟ أين هو الضمير اليساري؟ أين هو الضمير الليبرالي، ضمير المواطنة والشراكة والإنسانية؟

تعالوا نسمّي الأشياء بأسمائها. تعالوا نصرخ: إنها حرب إبادة! إنها نازية جديدة! إنها السعودية، عدوّة العروبة والتحرر والتقدم، وصنو "إسرائيل"!

وبسبب موقفه هذا المناهض لجرائم أمريكا والسعودية و"إسرائيل" ضد العرب تم إغتيال الكاتب الصحفي الأردني ناهض حتر...وكان قد سجن قبل اغتياله بأسابيع لأنه نشر كاريكاتيرا يهزأ فيه من الصورة الجنسية المشوهة التي يرسمها الوهابيون للذات الألهية والجنة والحوريات والولدان... .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك