المقالات

التحدي القادم بعد الموصل|| واثق الجابري

1218 2016-09-25

تحدٍ كبير أمام العراقيين في مرحلة تحرير آخر أرض من الدواعش؛ لا يكون بشكل إستعدادات وتهيئة أرضية معركة نفسياً وسياسياً وعسكرياً، وقد يكون الإستعداد اللوجستي العسكري من أسهل القضايا؛ بوجود أبطال تمرسوا الحرب، وكأنها مران على الوطنية، ولكن القلق يأتي من اللذين لا يستوعبون حساسية المرحلة وجسامة الحسابات الضيقة والمواقف الشخصية، التي تفكر بالإستحواذ على الأرض والنفوذ فوق ما يستحقون. إندحرت داعش وشهد العالم بهزيمتها في العراق؛ رغم كل المشاكل والمعوقات والتحديات، وربما إنحنى عودنا بعض الشيء ولكننا لم نركع. بين الدولة والوطن والأشخاص علاقات لا يمكن فصلها أحدهما عن بعضها، وبناء الدولة مشروع للوطن وتماسك للمجتمع، وبوجود الوطن تعود الفائدة على الأشخاص عندما تعلو المصلحة العامة على الشخصية، والشروع الى بناء العلاقة؛ بوحدة الهدف وأن إختلفت المسارات، والرؤوية المشتركة لمشروع واحد؛ وإلاّ ستكون النهاية تفكيك تاريخ لا ينحصر بالوطن؛ وإنما بذات الأشخاص حين يشوه تاريخ مشترك بمستقبل متفرق. أحد أهم أسباب الأخطاء والنكسات؛ أن البعض يفكر بعقلية منفصلة ومكاسب ذاتية، وتَشَعب الإنفصال؛ الى تفصيل الوطن والمجتمع على مقاسات وحسابات ضيقة، وتفاعلت الأحداث والتطورات الى تسارع وتيرة الإنقسام وعمق جدية سكاكين التقسيم والتقطيع، وغابت أو غيبت الأصوات التي تخلق الوعي الجماهيري، وتبعث الطمئنية أمام موجات الإحباط واليأس؛ رغم أنها مسؤولية أخلاقية وشرعية ووطنية، ومن مسؤولية الجميع البحث عن أمل للمستقبل؛ بنقد السلبيات بموضوعية لا تعميميها، وأبراز الإيجابات ومكافئتها بتشجيع فاعليها. إن العمل بعقلية منفصلة عن الواقع والتاريخ، وتحت تأثيرات المشاريع الفئوية والخطوات والمستعجلة، والإنعطاف مع ردات الفعل؛ لن تؤدي إلاّ مزيد من التشنج والأزمات وتصلب المواقف على فئويتها، ومن يعتقد أنه كسب جولة فذلك على حساب مشروع الدولة ومواطنيها، أو من يُريد إضعاف الجبهة الداخلية فمن المؤكد سيكون لجانب الجبهة الخارجية. تجربتنا صعبة ومرة وقاسية، وفيها أخطاء عديدة، ولعل أغلبها لم يك مقصود أو بحسابات ضيقة؛ ‘لاّ أنها كلفت العراق كثيراً وكادت أن تصل به الى الإنهيار. أهم أولويات المرحلة القادمة؛ تأتي برص الصفوف والمواقف، والبحث عن حد أدنى للمشتركات، وتحرير الأرض يحتاج الى وحدة مواقف وأهداف، وبناء الدولة بحاجة الى وحدة مجتمع وتوحيد خطاباته؛ فما فائدة أرض محررة من بطش أعداء؛ أن كانت نفس الأسباب التي أدت الى دخولهم وتدنسيهم أرض الوطن ما تزال قائمة، وأن كانت حربنا من أجل السلام؛ فأن الحرب أهون من بلد يعيش بلا سلام؛ بإنقسام مواقفه وتشرذم أفكار قادته السياسيين، والأرض متحررة لا محال وستكون معركة الموصل بوقت قياسي، وأهون بكثير من تحدي الفلوجة ومراهنة الدواعش، ولكن التحدي على ما بعدها وحساسية المرحلة وطبيعة التعامل مع طبيعة مخلفات الإرهاب، وكيف يمكن التعامل على أساس مصلحة دولة ووطن ومواطن.  
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك