المقالات

عودة الجاهلية بعد بيعة الغدير!!/ سلام العامري

2628 2016-09-20

سلام محمد العامري Ssalam599@yahoo.com جاء في القرآن عن الخالق الكريم :"وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ" آل عمران/ 144. واقعة الخندق كانت الاختبار الأول للمسلمين, بثباتهم وإطاعتهم لأوامر الرسول محمد, صلوات ربي عليه وآله, ولعدم التزامهم بالمواقع التي حُددت لهم, الأمر الذي أدى إلى خسارة المعركة, وقد أشيع في حينها مقتل الرسول, عليه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم, مما جعل بعض الصحابة, يفكرون للعودة إلى الجاهلية, حيث لم يثبت إلا علي عليه السلام, ونفرٌ قليل من الصحابة! درس آخر من دروس المعركة, هو أن النبي ليس إنساناً خالداً, فهو كغيره من البشر والأنبياء السابقين, الذين عاشوا وماتوا. بعد حجة الوداع, في العام العاشر للهجرة, أي بعد سبع سنين, من غزوة أحُد الشهيرة, جاء أمرٌ إلهي واختبار نهائي للأمة الاسلامية؛ اثنين وعشرون عاماً من الرسالة, وبعد مغادرة الحجيج مكة المكرمة, بمفترق طرق عند منطقة الجُحفة, عند موضعٍ يقال له غدير خم, أوقف جمع الحجيج, ليأمر الرسول الكريم محمد "ص", فيعمل له منبر من أقتاب الإبل, ليرتقي فيقرأ الآية المُنزَلة من رب رحيم:" يا أيُّها الرَّسُولُ بَلُّغ مَا أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ وإن لمّ تَفعَل فَما بَلَّغتَ رِسالَتهُ وَاللهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِ" المائدة / 67, إنَّه أمر جلل, كل ما تحمله الرسول "ص", يذهب أدراج الرياح مالم يبلغ!, فما الذي لم يبلغه, حتى ينزل ذلك الوعيد بعدم التبليغ, والوعد بعصمته من الناس؟  صلى الرسول صلوات ربي عليه وآله, فقام خطيباً على تلك الرابية, المنصوبة من  سروج الإبل, خطبة عُرِفَت بـ" غدير خم", لأخذ بيعة المسلمين, أن يكون علياً عليه السلام ولياً للمؤمنين, بعد أن أخذ منهم عهدا منهم, بالإقرار بالوحدانية والشهادة بأنه الرسول الصادق ووليهم من بعد الخالق, وبين لهم الثقلان, فالأكبر هو القرآن, والثقل الأصغر هم عترته, ومن تمسك بهما, لن يظل أبدا, وكما جاء في الروايات المتواترة, فقد امسك بيد علي عليه السلام, حتى بانَ بياض إبطاهما, ونادى ثلاثاً:" مَن كُنتُ مولاه, فَعَليٌ مَولاه, اللهم والِ من والاه, وعادِ من عاداه, وأحب من أحبه, وابغض من أبغضه, وانصر من نصره, واخذل من خذله, وأدر الحق معه أينما دار, ألا فليبلغ منكم الشاهد الغائب", لينزل الوحي الأمين بعدها بالآية الكريمة" "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا" سورة المائدة/ آية3, فهل هناك أدنى شك في ذلك, لا سيما أن هذه الواقعة, تم ذكرها بإجماع الأمة, وكما قال الرسول عليه الصلاة و السلام:" إن منكم رجلا يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قوتلتم على تنزيله"، فقال ابو بكر : أنا هو ، وقال عمر : انا هو ، قال : لا ، ولكنه خاصف النعل في الحجرة ، فخرج علي ومعه نعل رسول الله يَخْصِفُها, أخرجه ابن أبي شيبه في المصنف وهو حديث صحيح , مصنف ابن ابي شيبة ج6 / ص367. لا يفوتني في هذه الذكرى العطرة, أن أذكر ابيات الشعر خلدها التأريخ, لحسان بن ثابت, حيث يقول: "يناديهم يوم الغدير نبيّهم *** بخمّ وأكرم بالنبيّ مناديا 
يقول فمن مولاكم ووليكم *** فقالوا ولم يبدوا هناك التَعامِيا 
إلهك مولانا وأنت وليّنا *** ولم تَرَ منّا في الولاية عاصيا 
فقال له قم يا عليّ فإنّني *** رضيتك من بعدي إماماً وهاديا 
فمن كنت مولاه فهذا وليّه *** فكونوا له أنصار صدقٍ مواليا 
هناك دعا: اللهّم! وال وليّه *** وكن للذي عادى علياً معاديا". بعد ذلك كله, من قول إلهي وحديث نبوي, وقول صحابي بأبيات شعر, يتم نكث العهد ومخالفة الوصية, وشد الحيازيم لعداء أمير المؤمنين علي)ع), حسداً على رياستهم الجاهلية, ضناً منهم أنهم نالوا من الرسالة المحمدية؛ فأوغلوا بآل بيته الكرام قتلاً وتنكيلا, وبمن تابعهم تهميشاً وتشريدا. إن ما نراه من جرائم باسم الاسلام, ضد كل الأديان والمذاهب, ماهي إلا بناءٌ على ما تم مخالفته, استشهاد الرسول محمد, عليه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم, إنهم لا يقاتلون حبا بالدين, الذي حرم إراقة الدماء, إلا للمخالف المقاتل, فلا سبي ولا تمثيل بالجثث, وليس أبلغ من قولة فتح مكة" أليوم يوم المَرحَمة, اليوم تُصان الحُرَمة". ليس غريباً على الأمة المرحومة, أن يكون مصيرها ما وصلت إليه, فقد قال الرسول محمد(ًص):" يكون في هذه الأمة كل ما كان في الأمم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة", إلى أن يرث الخالق الأرض ومن عليها.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك