المقالات

المرجعية وقصة قارون وقارون العراق|| عمار العامري

1674 2016-09-10

عمار العامري

 التلميح ابلغ من التصريح؛ هذا ما دأبت عليه المرجعية الدينية منذ أشهر, حيث تناولت عدة موضوعات بالتلميح, وفقاً لما تقتضيه الحاجة, ألا إن ذكرها لقصة قارون الواردة في القرآن الكريم له مغزى كبير, لاسيما عندما ربطت تلك القصة بالواقع السياسي.

   الكل يعرف قصة قارون الواردة بالقران؛ والذي جمع الأموال والذهب, وكان ركن من أركان الدولة بمفهومها الحالي, والذي اخذ يستمل الناس بما يقدمه لهم من هدايا وهبات, وقطعاً المجتمع مقسم إلى طبقات دنيا ووسطى وعليا؛ وهم أعيان القوم وأهل العقد فيه, وقارون من المؤكد كان يستهدف المؤثرين ليفرض سيطرته, ونفوذه على المجتمع من اجل تحقيق غاياته, والوقوف بوجه الدين الجديد.
   فالمرجعية؛ عندما ذكرت هذه القصة القرآنية, استذكرت الرواية الواردة في كتاب أعيان الشيعة: (خليفتكم الذي يجمع الأموال) والمرتبطة بمراحل التهميد للظهور الشريف, وبما إن الحديث أصبح مكشوف, إن ما يجري هو من تلك العلامات المرتقبة, فأن هناك ربط بين ما تريد المرجعية الدينية مكاشفة الناس فيه, حول وجود شخصية مهمة غايتها جمع الأموال بشتى الطرق, وممارستها كسب ود الناس كافة.
   فالترابط بين قصة قارون, ووضوح غاياته في عهد موسى الكليم, وما طرح في خطبة صلاة الجمعة, يفضي ليس بالتحسس والتحليل, إنما حديث المرجعية مبني على أرقام وبيانات إحصائية دقيقة, وإلا فما كان لحديثها من تأثير خاصة بالتلميح لوجود قارون جديد, استغل موقعه في الدولة, وجوده المؤثر وليس شكلي, لذا يتم التحذير منه, لان مساعيه ليست نبيلة بقدر تظاهره بخدمة الناس.
   والقدر المتيقن؛ إن تلميح المرجعية العليا جاء بناءاً على فضائح غسيل الأموال, وتهريبها إلى خارج العراق, والتي برز مؤخراً بالأدلة, إحدى تلك قضايا المرتبطة بجمع الأموال, والتي قام فيها شخص مقرب من السلطة, بتهريبه ستة مليارات دولار عبر مصارف وهمية إلى إحدى دول, ويعد هذا جزء من تضعيف الجانب الاقتصادي للبلاد, ما جعل الأصوات تتعالى بمحاسبة المفسدين, واسترجاع أموال العراق.
   ولكن مع ما أصاب العقل من ذهول حول المبالغ الكبيرة التي تم تهريبها, وبين عدم محاسبة الفاعلين وفق القانون, يبين إن في أفق ستظهر جلياً شخصية قارونية, مطابقة لما جاء بالقرآن الكريم, لتكون عبرة لأولي الألباب, ولكن الأمر المحير, هل من ربيب ليفقه قول القران؟ ويسهم بكشف تلك المخططات لمحاربة الخط الموسوي, الذي ستؤثر الأموال التي جمعها بشتى الأساليب لمواجهته.
   إذن؛ المرجعية الدينية حذرت المجتمع بشكل واضح عبر قصص القران من تأثير ظهور الرجل القاروني في العراق, والذي جمع الأموال, ليعيد للأذهان ما فعله قارون الأول بالنبي موسى "ع", وسيقف ذلك الخليفة "قارون العراق" بوجه الحق شاءت الناس أم أبت.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك