قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
في يوم من الأيام؛ قالت زوجة لزوجها: ابو فلان أتمنى عليك؛ أن تقطع شجرة النبق التي تتوسط باحة بيتنا من عرقها!
تعجب الزوج من سؤالها؛ ورد عليها لماذا يا أم فلان، تريدين قطع هذه الشجرة المباركة؟!
أجابته: أن هذه الشجرة تتجمع عليها العصافير طوال النهار، ومثلما تعلم أنا لا أرتدي غطاء رأس داخل البيت، وأحيانا ألبس ملابس قصيرة، وربما أنحني وأخاف من العصافير تشوف(...)، وأخي الذي بالبرلمان قال لي: أنه يخشى أن تراني العصافير، وأنها أيضا تستحرم!
فرح الزوج بما قالته الزوجة، وعاجلا جلب منشارا وقطع شجرة النبق من عروقها، والتفت الى زوجته وقبلها من جبينه،ا وهو يشكر ربه على هذه الزوجة الصالحة!
كان من عادة الزوج؛ أن يبكر الى عمله بُعيد الفجر بقليل، ثم يعود بعد إنتهاء عمله قبل العصر بقليل، لكنه كان يوما يشعر بصداع ثقيل، فعاد مبكرا الى بيته، وتوقع أن زوجته في قيلولة، ولم يشأ حبا بها أن يوقضها، فتسور الحائط، ثم فتح الباب بهدوء، ودلف بعد ذلك الى غرفته، ليجد زوجته التي تستحرم من العصافير في احضان عشيقهأ!
لم يفعل الزوج شيئا، بل لملم ملابسه وحاجاته الشخصية في صرة، تاركا البيت والمدينة برمتها، وهو يقول في نفسه: لا مقام لي بعد اليوم؛ في ديار هذه الزوجة الخئوون التي تستحي من العصافير..
خرج صاحبنا وهو يسير كالمعتوه على غير هدى، لا يعلم أي أرض تحمله، ومرت به الأيام وهو يتنقل من من قرية الى قرية، ومن مدينة الى مدينة، ووصل الى بلاد لا يعرفها، لكنه وجد الناس في هم وغم ورعب وخوف شديدين، سأل الناس ماذا حل بكم، أرى أحدكم مثلي لا يعرف طريقه أين؟! أجابه أحدهم؛ أن خزانة الحاكم قد سرقت، وأن الحاكم أمهلنا يومين لإيجاد السارق، وإلا سيقوم بقطع رؤوسنا واحدا إثر آخر!
في هذه الأثناء لفت إنتباه صاحبنا، أنه رأى شخصا يمشي على أطراف أصابعه، والناس ترحب به بالصلوات! سأل صاحبنا الناس: من يكون هذا المبجل؟ قالوا له هذا شيخ خريبط؛ فسأل صاحبنا الناس؛ ولماذا يمشي شيخ خريبط على أطراف أصابعه، وليس كما يمشي باقي البشر؟!
أجابه احد القوم؛ أن شيخ خريبط، ومنذ أن صار عضوا في البرلمان، بات يستحرم أن يمشي على الأرض، خشية أن يسحق نملة فتموت؛ فما كان من صاحبنا إلا أن قال للناس: خذوني الى الحاكم فورا!
أخذوه؛ دخل على الحاكم وسلم عليه، وقال له سيدي الحاكم: أنا الغريب قد عرفت من سرق الخزانة! قال له الحاكم: ومن يكون هذا السارق؟ أجابه صاحبنا: أنه شيخ خريبط ملعون الوالدين، هذا الذي يمشي على أطراف أصابعه!
رد الحاكم: أحذرك يا هذا، إذا لم يكن شيخ خريبط النائب بالبرلمان هو السارق، سأقوم بقطع رأسك وتقطيع أجزاء جسدك، وإطعام النسور والصقور والعقبان من لحمك! قال صاحبنا: "ميخالف" أنا مستعد!
جيء بشيخ خريبط، و بـ"راشديين" أعترف بجريمة سرقة خزنة الحاكم! فتبسم الملك ضاحكاً و قال لصاحبنا: أنبئني بالقصة؛ هذا كيف عرفت انه السارق؟!
رد صاحبنا بأن "سولف للحاكم سالفة مرته اللي چانت تستحرم من الزرازير تشوفها"،
هسه نصف الحكومة واعضاء البرلمان والوزراء وكبار المسؤولين، يحجون كل سنة بيت الله الحرام، ويصومون ويصلون، چا بويه منو باك العراق؟!
كلام قبل السلام: سبعون برلماني يحجون بيت الله في هذه اللحظة..مدري عليمن جبناها؟!
سلام...
https://telegram.me/buratha
