المقالات

وطنٌ مسجى على أطلال حضارات..!||شهاب آل جنيح

1482 2016-09-05

شهاب آل جنيح أصبحت مرتاباً في أمر هذه البلاد، التي كانت تسمى بلاد مابين النهرين، أو بلاد وادي الرافدين، يحدثنا التأريخ عنها، إنها كانت أولى الحضارات البشرية، فهي مهد لحضارة سومر وبابل وأكد وآشور، إذا كانت تلك الحضارات من هذه الأرض؛ فأين أهلها وأبنائها؟ هل انقرضوا من على هذه المعمورة؟! إذا أيقنّا بهذا التأريخ لوجود أطلالٌ لبعض حضاراته؛ فهل من بقايا لأبناء أولئك الذين أسسوا تلك الحضارات؟
 أرضٌ فيها خطت أنامل السومريون، في جنوب العراق، أول حرف عرفته البشرية، فكانت الكتابة المسمارية، أعظم اختراع في التأريخ؛ حتى صارت لغة اتصالات الشرق الأوسط لألفي عام، فإذا كانت هذه البلاد عَلمت العالم الكتابة؛ فلماذا هي الآن لاتكتب؟
 أرضٌ خرج جلجامش منها، يبحث عن سر الخلود، وبعد رحلة شاقة عادَ خائباً، لكنه نظر لسور مدينته "اوروك" فوجده أفضل عملٌ يُخلد اسمه، فكم كان عظيما ذلك السور حينها، وكم كانت تلك الحضارة عظيمة ؟! فأين أهلها؟
أرضُ وضع فيها حمورابي مسلته الشهيرة، فكانت "شريعة حمورابي" أقدم واشمل القوانين في وادي الرافدين، بل في العالم أجمع، فهي تنظم الأمور الإدارية، والاقتصادية والعسكرية للدولة، كان هذا قبل أربعة آلاف عام، فأين تلك القوانين وأين أهلها؟!
أين نحن الآن من تلك الحضارة؟ كانت هذه البلاد مركز علم وتجارة وزراعة، قبل ألاف السنين، خرج من هذه الأرض من يبحث عن سر الخلود، أما الآن فبدل اختراع الكتابة، فان قادتنا اخترعوا تزوير الشهادة! فانحدر مستوى التعليم نحو الهاوية، وتركنا القوانين و الحضارة والصناعة والزراعة.
وَحَدَ حمورابي أراضي العراق، بعدما كانت متفرقةً، فهو قائد عسكري بارع، أما قادتنا فقد قسموه وضيعوه، أمام غرباء ومجموعات همجية، جاءت من الصحراء لتغزونا وتقتلنا؟ مجموعات نبذتهم الحضارة، ورفضتهم الأرض، عاثوا في أرض الحضارات فسادً وخرابا!
بعد حمورابي ومسلته، ها نحن اليوم نحتكم لشريعة الغاب، غيبنا الدولة؛ ورحنا نحتكم للعشائرية والفئوية والحزبية، بعد ستة ألاف عام من الحضارة، صرنا اليوم أسارى دِوَلٌ عمرها بضع سنين، حضارة زيفها طواغيت وجبابرة وظلمة، خربوا كل شيء في هذه الأرض، قتلوا أهلها، وسرقوا خيراتها، ولم يسلم منهم حتى التأريخ، فقد باعوا ما استطاعوا حمله وتهريبه.
 يعيش أبناء هذا الوطن اليوم، وكأنهم غرباء في هذه الأرض، متفرقين ومنقسمين، قد نسوا حضارتهم وتركوا هويتهم، فصار الواحد منهم يتهم الآخر، وتركوا وطنهم، فالمصانع معطلة، والمزارع خاوية، والتجارة خاسرة، لا نعلم لمَ كل هذا الخراب والظلم والفقر، حل بهذا الشعب؟ وكيف لساسة فاسدين وفاشلين، أن يخدعوه المرة تلو الأخرى؟! فأين كل ذلك التأريخ؟ حقيقة هو أم اكذوبة؟ إذا كان حقيقة فلماذا كل هذا التخلف الذي نحن فيه؟!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك