المقالات

الاستجواب؛ وطني أم سياسي !؟|| منهند آل كزار

1277 2016-09-02

  مهند آل كزار لا يمكن الحصول على إحصائية دقيقة، حول عدد سياسيي الصدفة، الذين خدمتهم الظروف، بعد تغيير النظام السياسي في العراق، وسقوط حزب البعث الصدامي، حتى بات الرقم عند بعض المتابعين يفوق كل التوقعات.
هذه هي نتيجة الديمقراطية، عندما يتم إقحامها في مجتمعً عاش عقود من الزمن، تحت وطأة الأنظمة الشمولية، التي تسير المواطنين بحد السيف، وحبال المشانق، حتى بات من يمتهن السياسة، لا يميز بين الصديق والعدو، والمقبول من عدمه، لذلك تجده يتنقل بين كتلة وأخرى،  ومن حزب الى حزب أخر، تتقاذفه المصالح الشخصية، وغياب الروح الوطنية.
المعروف عن نظام تعدد الأحزاب، أنه يمتاز بأنتشار التشرذم وعدم الاستقرار السياسي، بسبب كثرة الأحزاب العاملة في الساحة والتي تختلف في الأيديولوجيا، والمبادئ، والأهداف، التي تسعى لتحقيقها من خلال الحصول على أكثر عدد ممكن من المكاسب، وهو ما عانينا منه خلال السنوات الماضية.
هذه المقدمة ؛ عششت في ذهني،  بعد موضوع أقالة وزير الدفاع السيد خالد العبيدي، حتى بات نقطة تحول في علاقة القوى المتحالفة، وتمسك بعض منها بأحقيتها في محاسبة الفاسدين، الذين اتهمهم السيد الوزير، وبعضهم في أقالة الوزير الذي تجنى على السيد رئيس البرلمان وبعض النواب لأسباب ودوافع سياسية، حتى وصل القصور الفكري الى تناسي الظروف الامنية والقفز عليها في أغلب الأحيان.
جبهة الإصلاح تريد أن تكون قضية أقالة العبيدي رصاصتها الاولى للشروع نحو محاربة الفساد بقيادة المصلحة عالية نصيف،!! وبدعم مباشر من السيدة حنان الفتلاوي، والسيد هيثم الجبوري، الحزب الاسلامي كذلك يريد أن يحافظ على هيبة أمينة العام المستقبلي، لأننا نتميز بثنائية السلطة الحزب والرئاسة، في قبال ذلك؛ متحدون التي دعمت وزير الدفاع في مشروعه الهجومي بكل ما تملك من قوة، ويقف الى جانبها أتحاد القوى ممثلا بزعيمه صالح المطلك، وكل منهم لا يريد أن يكون سليم الجبوري منافسا جديدا لهم، خوفا من أن يتزعم الطائفة السنية في المستقبل القريب، وبين أهداف، ومصالح هذا الطرف وذاك، تدور الدوائر من دون الالتفات الى الاهتمامات الوطنية .
بروز ظاهرة استجواب الوزراء في الآونة الاخيرة، 
تثير كثير من التساؤلات؛ منها أن هناك من يراها صحوة وطنية ضد الفساد، وهذا الامر مستبعد لان اغلب النواب المستجوبين تحوم حولهم شبهات فساد، وكانوا جزءا من المنظومة السياسية التي حكمت لسنوات فائتة، وهناك من يرى انها تصفية حسابات، والدليل على ذلك هو أستجواب الوزراء الحالين من دون الالتفات الى من سبقهم من الوزراء الذين تسببوا بهدر مليارات الدولارات، ودون مراعاة الظروف الأمنية في قضية وزيري الدفاع والداخلية .
كل المؤشرات تدل على أن الوزارات سوف تدار بالوكالة، وأن هناك خلاف واضح بين طرفي دولة القانون( المالكي والعبادي) وهو من يتحكم بدفة هذه الاستجوابات، وقد تناغمت معه القوى السنية التي ذكرناها في بداية الحديث، مما تسبب بفوضى، وأرباك، غير مسبوقين في مجلس النواب العراقي، وصلت الى حد المبارزة بقناني المياة، بين نواب دولة القانون جناح السيد المالكي، وبين النواب الأكراد في عملية أستجواب السيد هوشيار زيباري .
عدم مأسسة التحالف الوطني هو السبب الرئيسي في التقاطعات، والتشنجات، الحاصلة في العملية السياسية، وعدم قدرة أطرافه على أختيار رئيس يقوده هو الفشل بعينه،  وخطورة المرحلة تتطلب أن يكون هناك تعاون، وتبادل للأدوار، وأعطاء الذين يملكون المقبولية دوراً، لكي يعملوا على أصلاح ما أفسده المفسدون  طيلة السنوات المنصرمة، أما اثارة هكذا قضايا فهي لاتخدم سوى داعش وجماعات المصالح السياسية الشخصية .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك