المقالات

لقاء خاص مع الشهيد الصالح البخاتي||رحيم الخالدي

3206 2016-08-31

 

رحيم الخالدي

المعروف ومن خلال القرآن الكريم، أن للشهداء منزلة عظيمة، لا ينالها إلاّ ذو حظ عظيم، ومنهم من يسعى إليها ويدعوا في كل صلاةٍ! وعند الصباح الأول لصلاة الفجر، أو المغيب، ومنهم من تأتيه بدون موعدٍ أو سابق إنذار، والسيد صالح البخاتي الذي طالما كان يدعوا ربه، ليلحقه بركب الحسين مع الشهداء، وفي يوم من أيام معركة ضروس، أتت إليه إطلاقة قناصٍ داعشي، وإرتطمت بزاج المقدمة، ولم تخترق الرصاصة تلك النافذة، بينما كان هو ينتظرها بلهف وحنين، وكان يلعن الزجاج الذي حال بينه وبين تلك الشهادة .

بالأمس زرت قبر الشهيد البخاتي، وهو مع رفيق دربه شهيد المحراب وعزيز العراق ، وكانت لي أسئلة كثيرة أستذكرها في مخيلتي، عندما كان مقاتلاً شابا،ً يقارع النظام الشوفيني في أهوار العراق، مع رفاقه وهم الذين خبروا القتال وتفننوا فيه، فكان القصب في الأهوار رفيق دربهم وصديقهم وأنيسهم، ويتكلموا معه لأنهم الوحيدون الذين يعرفون لغة السومريون، أهل الأرض الأصلاء، فكانت لهم بصمة ستتذكرها الأجيال، وسيكتبها التاريخ لهم بحروف من ذهب .

   المعركة ليست ربح وخسارة فقط، بل هي السؤال عن الرجال الذين تسابقوا من أجل النصر، ومن هم وماهو إرثهم ومن أين ينحدرون، وما هي إنجازاتهم في الحياة، هل هي نيل الشهادة فقط ومحو الذنوب مثلاً؟ بعد ما أثقل حياته بالمعاصي! أو هو رجل مثالي يمتلك المقومات، ويحمل عقيدة ويأتمر بأوامر مراجعه، ويذهب حين التلبية لنداء الواجب التكليفي المناط به، فإذا كان كذلك ما هو المنتج من قبل الأحياء؟ هل زاروهم في قبورهم مع قراءة سورة الفاتحة عليهم! واستذكار بطولاتهم ودمائهم وأرواحهم التي بذلوها في سبيلنا .

سيدي البخاتي: ألم تكن بالأمس أول من يزف الخبر في تحرير منطقة الكرمة، بعد أن دنسها الإرهاب، أولم تكن أول من يتقدم أؤلائك الأبطال من الحشد الشعبي المقدس في الفلوجة، وقبلها في جرف النصر أو في تكريت وبيجي والصقلاوية، تلك كانت الكلمات التي سألت بها الشهيد البخاتي، وهو في مكان لم يكن بإختياره! وجمعه من كان قاتل معه جنبا إلى جنب في ثمانينات القرن الماضي، ولم تفصله عنه سوى سنوات قليلة، عاشها معنا ليلتحق به، وهنا أدعوا كل العراقيين الشرفاء بزيارة قبره، لان له دين علينا، كونه بذل روحه لننعم بالأمن والأمان .

 

 مر شهران على إستشهاده، ورفيق دربه المجاهد السيد ابو مرتضى الحسيني ، لا يقبل أن تقول أن السيّد صالح البخاتي قد غادرنا، بل ينهرك بكلمات قاسية! وتنقلب مراسيم وجهه، ويقول صالح بيننا، ويعيش في وجداننا وقلوبنا، بل كلنا صالح، وعند وصولنا لقبره تمدد ويقيس طوله معه، ويبكي بحرقةٍ كالطفل الذي فقد أمّه، ويناجيه، أخي لماذا تركتني؟ فأنا صديقك وأخيك، الذي لا يمر يوم وأنت في جبهات القتال إلا واتصلت بك، أو تتصل أنت بي لأطمئن عليك، واليوم سأتصل بمن؟ وسأناجي من، فمن سينصت لكلامي كما كنت، ولا أقول لك سوى بضع كلمات، أرجو منك أن تشفع لنا كونك شهيد، وللشهادة مقام كريم عند ربٍ لا يظلم عنده أحد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك