المقالات

الشباب بين تناقض القوانين||  واثق الجابري

1214 2016-08-25

 واثق الجابري في مفارقة عجيبة؛ يحق لك أن تؤوسس حزباً وعمرك 25 عام، وفي ذات الوقت لا يحق لك المشاركة كمرشح بالإنتخابات؟! تناقض بين قانون الأحزاب وقانون الإنتخابات وسن الترشيح، وكذا كثير من القوانين يُعطل بعضها الآخر.  ليست غريبة هذه المفارقة، ولا عجيب من مطب دون نهاية، وعلى سياق القوانين والصلاحيات التي تتقاطع بينها، وتصادمها الإرادات، ولا فائدة من بعض التشريعات إلاّ استهلاك الوقت وتخفيف حدة الإعتراض، وحبر على ورق ممزق على جسد شعب؛ بدأ يشعر أنها مجرد شعارات ومزايدات لا يجني منها إلاّ التحسس والتقاطع بين الواقع والتوقيع، ومزيد من البيروقراطية والروتين، وحلقة إضافية كحلقات الرقابة التي أصبحت أدوات للفساد لا عليه.  يشكل الشباب  ما يقارب 60% من مجتمع 90% منه دون سن 50 عام، وهم نسبة ساحقة في المشاركات الإنتخابية وسوق العمل والفعاليات المجتمعية وتجاذب حديث السياسة والعلم، وأصابع تحدد مسار التركيبة الحكومية والتشريعية  في صندوق الأقتراع، وكأنهم مرآة للعمل السياسي والأكثر طاقة ومنهم  تُسجل الشعوب تاريخها  وحضاراتها وإنتصاراتها.  المعادلة الخاطئة لا تسمح للشباب بالمشاركة في صناعة القرار التنفيذي والتشريعي؛ وكأن هنالك أدوات لسلب المواطنة والإنتماء من غالبية المجتمع  العظمى، أو أنهم أُجَراء في وطنهم لا يستدعون إلاّ بالملمات وسوح القتال والعمل؛ ثم يقذفون خارج الأسوار لإنتظار فتات ما تلقيه الحيتان الكبيرة والذئاب المفترسة.  إن الشعوب الناهضة تعتمد أساساً على قدرات الشباب وإبداعاتهم، وتفسح لهم أوسع الأبواب للإعتماد على النفس وكسب الثقة وترسيخ المواطنة، ولها قدرة المشاركة في الخطوات الحكومية كونهم الشريحة الأكبر التي تتضرر أو تنتفع، وتحديد 30 عام للترشيح للإنتخابات وما فوق 45 عام للسلطة التنفيذية؛ إجحاف بحق الشهادات والقدرات والمقارنات مع دول كُبرى. المفارقة أن قانون الأحزاب سمح للشباب في تشكيل الأحزاب؛ بينما منعهم قانون الإنتخابات؛ في حين أنهم يشكلون الغالبية في تحركات منظمات المجتمع الدني وسوح العمل والقتال.   في دول كثيرة فسح المجال للشباب الى تبوء مراكز مهمة، ومناهج الإدارة الحديثة والتكنلوجيا والتواصل الإجتماعي؛ صنع عند كثير من الشباب خبرات وتفاعل علمي وسياسي، ومثلما نُطالب بالإصلاحات والتكنوقراط، وإزحاحة مواقع الوكالة؛ لابد من تجديد الدماء وإشراك الشباب كحلقات فعالة بدلاً من المترهلة والفاسدة، وفي ذات الوقت لا ننسى إحترام الأعمار المتقدمة وذلك بتقديم برنامج تقاعد مبكر؛ إلاّ في بعض المفاصل التي تحتاج الى خبرات ودراسات وإختصاصات فريدة، وهذا لا يمنع من دفع الشباب للمواقع القيادية، وتفعيل دورهم بالإشتراك بالمجالس التشريعية؛ كون معظم القوانين هم المتنفع والمتضرر منها.  
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك