المقالات

الهوية الوطنية أم الهويات الطائفية..؟||شهاب آل جنيح

1052 2016-08-22

شهاب آل جنيح

نكبات متعددة وجرائم متوالية، جعلت المواطن العراقي ناقما على العملية السياسية بصورة عامة، والحكومية بصورة خاصة، وقد لا يلام المواطن على ذلك، فحجم المأساة والدمار الذي خلفه الإرهاب، خلال سنين نالت من قواه، وسودت مستقبله، فالقتل على الهوية، والأربعاء الدامي، والخميس الدامي، ومن ثم الأسبوع الدامي، واستمرار النكبات السياسية والأمنية، خلقت هذا المناخ السلبي العام، فصارت اغلب الآراء والمواقف بالسلب من الحكومة، وجميع الفعاليات السياسية.

 هذا الكم الهائل من الجرائم الإرهابية، إضافة إلى الفساد المالي، الذي اجتاح المؤسسات الحكومية العراقية، خلال فترة مابعد 2003من كثرة المشاريع الوهمية، وسرقة أموال الدولة، وسوء الخدمات الحكومية المقدمة للمواطن، كالكهرباء والطرق والصرف الصحي؛ كل ذلك أدى إلى قطع العلاقة ما بين المواطن وحكومته؛ فصار المواطن ينظر للحكومة من منظار سلبي، وبهذا غالبا مايكون المواطن في الشارع، خانقا على حكومته.

 كل ذك حدث في الفترة الماضية، وبعضه ما يزال موجودا في اغلب المؤسسات الحكومية، والسبب الرئيسي في كل ماذكر أعلاه، هو بناء العملية السياسية، وتشكيل المنظومة الحكومية؛ على أسس طائفية، وبالتالي كل طرف يدافع عن الوزير أو المسؤول الذي رشحه، وفي حال تعرض أيّ وزير أو مسؤول للمسائلة،  فان كتلته ستكون بالضد من كل تحقيق أو محاسبة، لهذا المسؤول وتعد الأمر استهدافاً طائفيا،ً أو مذهبياً أو قومياً، للفئة التي ينتمي لها هذا المسؤول، بغض النظر عن ماهية هذه الإدعاءات، صحيحة كانت أم ملفقة.

 قضايا الهاشمي والعيساوي، وعدنان الدليمي وعلي حاتم وغيرها يثبت ذلك، إذن المشكلة في الطائفية السياسية، مالم نستطع أن نتخلص منها؛ لن نتخلص من الفساد، ولن ننجح في إعادة الأمن للبلاد، فلابد من هوية وطنية، تطغى على كل الهويات الأخرى، وبذلك سيحاسب الفاسد أيّ كان انتماءه، ويبدو انه قد آن الأوان لهذه الهوية أن تبرز مجددا، فهنالك من المؤشرات ما يدعم هذه القضية، فيما لو قارنا بين الوضعين الحالي، والوضع في سنين خلت.

 متغيرات سياسية كبيرة، حصلت في العملية السياسية، تشير إلى بوادر وطنية، من خلال تحركات الكتل السياسية، خاصة إذا قارنا بين الماضي، الذي كان الصراع فيه قائما على قدم وساق، مابين السنة والشيعة من جهة، والكرد والسنة من جهة أخرى، أما الآن فأن هذا الصراع تراجع إلى درجة كبيرة، في مقابل ذلك برزت الخلافات بين الكتلة الواحدة، أو التي ترجع لنفس الطائفة.

 الآن الخلافات بين الكتل السنية فيما بينها، فيما نجد الشيعة يلعبون دور الوسيط بين الطرفين؛ لتهدئة الأمور كذلك الخلافات الكردية بين الأحزاب السياسية هناك، بين  كتلة التغيير و الحزب الديمقراطي، والحزب الديمقراطي وحزب الاتحاد الوطني، وأيضاً الكتل الشيعية هي التي بدأت بهذه التغييرات، حينما أبعدت رئيس الوزراء نوري المالكي عن رئاسة الحكومة.

 هذه الأجواء السياسية، تمهد لظهور كتل وطنية، قادرة على توحيد الرؤى السياسية، وإدارة الحكومة العراقية بنجاح، وفي هذا الاتجاه طرح السيد عمار الحكيم، فكرة الكتلة الوطنية العابرة للطائفية، فهي لمن ينظر بنظرة واقعية، وبعيدة عن المهاترات السياسية، سيجدها الحل الأمثل، للتخلص من كل هذه الإشكالات الأمنية، والعسكرية والسياسية، فقد جربنا خلال السنين الماضية المحاصصة الطائفية، والحكومة الحزبية، لكن الفشل كان حليف تلك الفترة السابقة.

 

 العراق بلد متعدد الأديان، والطوائف والمذاهب والمعتقدات، فإذا تشكلت الحكومة أو الكتل السياسية، على هذا الأساس؛ فهذا يؤدي إلى مزيد من الفساد والفشل، لان ذلك سيؤدي للتمييز فيما بين المواطنين على أساس طائفي، بعيدا عن الوطنية والهوية العراقية، لكن إذا تشكلت الحكومة على أساس وطني، فأن جميع الطوائف والمذاهب، سوف تحتفظ بحقوقها، مع تمتعها بالهوية الوطنية العراقية، التي يتساوى فيها جميع العراقيين، وبذلك يكون الانتماء الوطني هو الأساس في التمييز بين مواطن وآخر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك