المقالات

شَعبٌ بلا قِيادة وهوية.. لمصلحة مَنْ؟ / شهاب آل جنيح

2003 2016-08-16

شهاب آل جنيح

يتعرض المجتمع العراقي، لموجات من الهجمات الفكرية والإلحادية والدينية المنحرفة، من مجموعة تيارات مختلفة فيما بينها، لكنها تشترك في أهدافها، تنتشر هذه الهجمات ويستقبلها بعض من المجتمع مباشرةً، فهي في ظاهرها منمقة، لكن أهدافها خبيثة.

يتلقى المجتمع العراقي، وخاصة طبقة الشباب تلك الأفكار، من دون معرفة من يقف خلفها أو أهدافها، فمثلاً عندما يحصل تفجير ما في البلد، نرى أن الاتهامات والمشاحنات تكون على أوجها، فيما بين الفئة المستهدفة من التفجير، ويترك المجرم الحقيقي، الذي فجر وقتل واعترف بأنه الفاعل لهذه الجريمة، لكن يتم التغافل عنه وعن عقيدته، ويوجه الاتهام نحو مركز القيادة والتأثير، في المجتمع العراقي.

هذه الصورة تبدو أكثر وضوحا،ً في تفجير الكرادة الإجرامي، حيث أن المدينة المستهدفة، معروفة بانتمائها المذهبي لجهة معينة، وإن أغلب الضحايا هم من نفس هذه الجهة، والمجرم اعترف بفعلته علناً ومفتخراً، عندما تبنت عصابات "داعش" ذلك التفجير، لكن الغريب بدأت حملة ممنهجة، على وسائط التواصل الاجتماعي، كانت تستهدف المرجعية الدينية في النجف.

عملت ماكنات إعلامية عدة، في مواقع التواصل على جعل المرجعية الدينية في النجف، هدفا لكل مخدوع أو مُضَلل أو موهوم، بحيث انتشرت فقرات مكتوبة متعددة، كان محتواها التبرؤ من الطائفة، أو القيادة المتمثلة بالمرجعية، ولم يتم التطرق في هذه الفقرات المكتوبة، للمجرم الحقيقي الذي تبنى العمل، وهو يفتخر بأنه استهدف هذه الفئة أو الطائفة، وتوعد بأعمال أخرى تستهدف الجميع.

أتفهم وضع المواطن العراقي، خلال هذه اللحظات الحرجة، وهو ينظر لشباب بعمر الورود، تتحول أجسامهم خلال دقائق إلى أجساد متفحمة، ليس لهم ذنب سوى تواجدهم في هذا المكان والزمان، الذي حدثت فيه الكارثة، لكن يجب ألا تطغى العواطف على العقل والمنطق، ويبدأ التهجم على أهم مرتكز للشعب العراقي، وعلى المواطن أن يراجع الأحداث قليلاً، ليرى دور المرجعية الدينية، التي بحكمتها أفشلت مخططات تبنتها دول كبرى، كالفتنة الطائفية، وتقسيم العراق إلى دويلات مذهبية.

كانت الخيارات المطروحة أمام الشاب العراقي، هي ترك عقيدته ودينه بمعنى أن يصبح ملحداً، وهنا لابد من أن نبين الحقائق للمواطن، الذي تبدو الرؤية غير واضحة لديه ونقول: ما دور الملحدين والعلمانيين وأمثالهم في حماية العراق؟ ما ثقلهم السياسي، ولماذا لا يسلكوا طرقهم الديمقراطية، التي يدعونها في الوصول للسلطة؟ إذا كانوا هم دعاة للديمقراطية والحرية؛ فلماذا يعارضون ويقفون بالضد من أرادة الشعب، الذي يختار قيادته؟ ولماذا يعتبرون الشعب الذي يختارهم شعب ذكي، ومن يختار غيرهم شعب فاشل وغبي؟!

عندما دخلت عصابات "داعش" للعراق؛ بدأت هجرة العلمانيين والملحدين، وتركوا بلدهم في محنته، أما المرجعية فأمرت المواطنين بالدفاع عن أرضهم، فهل من المنطق والعقل، أن نساوي بين رجال تركوا أهلهم وديارهم وأطفالهم، وراحوا يدافعون عن بلادهم، وبين آخرين هاجروا وتركوا وطنهم؟ فكم عمامة لرجال دين خضبت بالدماء؛ لتطهر الأرض؟ وفي الجانب الآخر، لا نعلم عدد العلمانيين والملحدين الذين استشهدوا، في معركة أمام عصابات "داعش" فهل من مجيب؟

هناك مجموعات أخرى أيضاً، تمازجت مع هذه الضجة، التي كانت بالضد من مرجعية النجف، كان من بينها أتباع الصرخي، وهذا لا يحتاج لرد فهو معروف بعمالته، وكونه أداة بيد غيره ليس إلا، أيضاً هناك من استغلوا هذه الفرصة للنيل من المرجعية؛ بسبب فشلهم في النجاح في أيّ عمل يقومون به، فهم لا يتبعون المرجعية ولا يسمعون أمرها، وعند كل خيبة تصيبهم، هاجموا المرجعية ونسوا أنفسهم!

هذه الانتقادات والهجمات، لمقام مرجعية النجف، أتت من قبل مجموعة أطراف مختلفة فيما بينها، ومتفقة في هدفها، الذي هو إبعاد القاعدة الشعبية عن قيادتها الحقيقية، وإيهامها بقيادات أخرى مصطنعة، أو تابعة أو منحرفة، وجعل المواطن العراقي ناقماً على قيادته، أياً كانت تلك القيادة، سواء الدينية أو السياسية، وبالتالي قطع العلاقة فيما بينهما، مما يؤدي لشعب فاقد للقيادة والهوية؛ وبهذا يكون الشعب، صيداً سهلاً لكل من هب ودب.  

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كاظم حسين
2016-08-17
ان بعض السياسيين والمشاركين في العملية السياسية قالوا وادعوا انهم اتباع المرجعية ومن حيث يعلموا او لا يعلموا فهم زجوا باسم المرجعية في العملية السياسية والذي ترتب عليها الفشل في كل النواحي الأقتصادية والالعسكرية والأدارية والخدماتية والأمنية لذلك وعندما يمس المواطن ما يمسه من عذابات وسوء خدمات بل لاخدمات مع الوضع الأقتصادي السيء مع اختراق امن المواطن يجد المواطن نفسه معزولا ومنبوذا ولم يجد اي بادرة او تعاطف او تبني لمعاناته واختراق امنه من قبل [اتباع المرجعية] فالمواطن لا يعتب على السياسي السني او الكردي او البعثي لأنهم منشغلين بأنفسهم ونهبهم فيتبادر الى ذهنه ان اتباع المرجعية سوف يلتفتون اليه بل سوف يتبنون مظلوميته ولما لم يجد منهم اي فرق عن الأخرين لذلك ومن شدة دهشته وصدمته فانه سيصب جام غضبه عليهم وبذلك يصيب جزء من ذلك الغضب والشرر الذي يصدر منه جانب المرجعية الشريفة والرشيدة إذن فالذنب ليس الا ذنب من تمسح باعتاب المرجعية وادعى انه من اتباعها وليغش المواطن ويدلس عليه لغايات واهداف سياسية بحتة دنيئة وهذا النوع من السياسيين هم اسوأ الأنواع من طبقات السياسيين لأنهم اقحموا المرجعية في مورد سياسي وغاية غير نظيفة وهم مارسوا ما مارس غيرهم من الفساد والأستحواذ على المناصب والوزارات [تصوروا شخص واحد منهم يكون وزيرا لأربع وزارات تختلف كل واحدة عن الأخرى جذريا فهل أُتي هذا الشخص علم الأولين والأخرين ولم يجدوا غيره !!!!!] . نرجوامن الكتاب المحترمين ان يتمعنوا في المواضيع التي يريدون البحث فيها فالأنسان مُسائل بالنتيجة امام الله عز وجل عن كل ما يكتب او عن كل ما يقول وبراثا مسؤولة امام الله تعالى اذا حجبت معلومة او ملاحظة او تصحيح ولم تنشره مراعاة لفلان السياسي او الجهة الفلانية .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك