المقالات

حان وقت الافتخار بالإرث / مرتضى ال مكي

1852 2016-07-25

مرتضى ال مكي
كنت طالباً في أحد المعاهد ببغداد، عشت سنتين وسافرت لها مرات عديدة، في كل مرة اجبر نفسي على إتيان اللهجة البغدادية، من حيث اشعر أو لا، كنت أمرن نفسي دائماً على ترديد كلمات خاصة بالبغداديين أنفسهم، لا أدري ولا أتذكر لماذا؟
آخر سفرة للعاصمة كانت يوم أمس وبصحبة أخي، دخلها من منطقة الزعفرانية وصولا الى الجادرية حيث الجسر ذو الطابقين، هذه المرة أحسست إنها إختلفت عن سابقاتها كثيراً، إنتابني شعور غريب! ماذا لو إرتديت (الشماغ والخاجية الجنوبية)، وبدأت أحاسب نفسي وأنا أسترجع تلك الأيام، التي كنت أخفي فيها ال(جا)! التي يفسرها أحدهم إنها تعني (حبيبي)، في اللغة الآشورية.
قطع سلسلة افكاري سائق التكسي، سائلاً: من أين أنتم؟ أجبته بكل عفوية نحن شروكَ! وأردفت أوه إنك قطعت سلسلة أفكاري، التي كنت احاسب بها نفسي، لم لا أنقل حضارة ال(جا) لأصدقائي في العاصمة، أكملنا طريقنا يتخلله حديث عن تاريخ المعدان وسبب تسميتهم، الذي بدا السائق متعاطف معنا، بعدما اعلمته بأن حضارة الوطن بدأت من تلك الاعواد، حيث القصب والاهوار.
بعدها توجهنا للكاظمية المقدسة، وسائق آخر، الذي ما إن ركبت سيارته أبلغته أننا معدان، الذي لم ترق له فأوضحتها بأننا شروكَ، أحسست بشحوب وجهه، أخذت أشرح له كيف أضيفت أهوارنا للائحة التراث العالمي، وما لهذه الإضافة من أهمية قصوى تعم الوطن.
الرجل بانت عليه معالم الغضب وسأل بتهجم، وما تلك الفائدة التي تتحدث عنها؟! هاجمته واصفا له الفائدة:
سنتمكن من حماية الطيور النادرة وتكاثرها، عندما تتوفر لها بيئة مناسبة.
ستصل لقرانا الشروكَية وسائل التعلم المتطورة التي نفتقر لها.
ستوفر فرص عمل لشبابنا العاطل.
لا تجفيف لأهوارنا بعد اليوم، بل سيرتفع منسوب مياهها.
لا تسمح منظمة اليونسكو لأي نزاعات عسكرية في المنطقة،
سيزداد عدد السواح الأجانب، وستشكل مناطقنا معلما اقتصاديا يضاف للنفط.
وووووو.
أٌوف، أصابني الغرور بعدما حاول صاحبنا تغير الموضوع، قلبت موجتي على حشدنا الشروكَي، وبدأت أوضح له بطولات السيد صالح البخاتي وتضحيات أبو منتظر المحمداوي وصولات أبو زين العابدين الغزي وغيرهم، الذين أستعادوا الأرض التي اغتصبت من قبل الدواعش، وكيف سطروا أروع قصص البطولة والتضحية في سبيل الوطن والدين.
بعدها وصلني اشعار من أخي أن سائقنا من أنفسنا السنة، وقد بانت على محياه علامات الغضب وقد وصلنا منطقة الاعظمية، حينها صرخت عالياً! وإن يكن، ولى زمن تكميم الافواه، وأنا لي الحق في ابراز هويتي الشروكَية، وإظهار معالم المعدان وتضحياتهم، في جو ساده الصمت والشحوب.
خلاصة القول: ها قد وصلنا مبتغانا، وإذا نحن بالقرب من مرقد أبو حنيفة النعمان، لنتسلق جسر الائمة وصولاً لأبي الجوادين، عندها فتحت باب السيارة وقلت بهدوء تام "الحمد لله الذي لم يجعل أبو حنيفة معيدي".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك