المقالات

إنقلاب ديمقراطي على طريقة أردوغان !..| رحيم الخالدي

1019 2016-07-24

رحيم الخالدي

شهدت تركيا كثير من الإنقلابات العسكرية، وعلى فترات متباعدة، وكانت أربع محاولات ناجحة،  والخامس الأخير الذي مني بالفشل حسب المعطيات، وإن كان يخفي خلفه كثير من التساؤلات، التي تحتاج لتوضيح ما خفي على المتطلع، سرعة إنتهائهِ بضرف أقل من يوم يأخذنا لكثير من الإستفهامات؟ ومنها أما هو فلم هوليود تم إخراجه بطريقة محترفة، أو يدل على غباء القادة الذين قاموا بذلك الإنقلاب، وحسب التسلسل الزمني للأحداث التي جرت على الساحة التركية، وبقاء أردوغان بعدما تناقلت الأخبار، أنه يروم الهروب لأي دولة تقبل لجوئه فيها .

 

الأمر الأول والذي يلف بين طياته الضبابية، في ذلك الحدث الذي أشغل العالم، وجعل منطقة الشرق الأوسط محط أنظار العالم، هو كيف تمت السيطرة على الإنقلاب؟ وتقوده قادات عسكرية تمتلك القوة الأولى في الدولة، ولديها القوة والسلطة الكاملة، ويمكنها السيطرة بضرف وجيز على كل المفاصل، ولابد من وجود خطة كاملة، وخطة بديلة في حال فشل الأولى، ووجود أولويات منها السيطرة على مصدر القرار، والإذاعة، والمداخل والمخارج، والقوة الجوية، والساحلية، والأمن الداخلي، الذي سيكون بيد الجيش، والقرار رقم واحد هو من سيحدد مصير البلد .   

 

من المعروف أن تركيا الراعي الرسمي للإرهاب في المنطقة، سيما أنها منطقة حرب مشتعلة تلعب المجاميع الإرهابية فيها كيفما شاءت، وكل تلك الجماعات يتم ديمومتها من تلك الدولة، ومنها يتم إنطلاق المستوردين من كل أصقاع الأرض، ليقاتلوا في سوريا والعراق واليمن، وباقي أرجاء المنطقة العربية، وتناقلت بعض المواقع كيف يبكي الإرهابيين عند سماعهم خبر الإنقلاب، وكيف سيكون مصيرهم في قادم الأيام، وانتهاء الدعم والإسناد عنهم، وكل هذه المعطيات تثبت مرجعية اؤلائك الإرهابيين، وكيف ستكون كفة المعادلة بعد الإنتصارات التي تحققت في الجانب العراقي والسوري .

 

الذي تابع الأحداث، وشاهد الجيش المنتشر في كل الشوارع والمفاصل، ولم يتم إطلاق الرصاص! والسماح للمدنيين بالخروج للشارع، وعدم منعهم أو رميهم بالرصاص، يقود لسرٍ لا يعرف إلاّ أردوغان نفسه، والتدخل الأمريكي السريع وإسقاط المروحيات، والدعم اللامتناهي يثبت أن أمريكا ضالعة بذلك الفلم الهوليودي، والضحية هم القادة الذين يخشاهم أردوغان، لقاء تصرفاته الهوجاء بالتدخل بشؤون الدول المجاورة، ونزول أصحاب اللحى وهم يلوحون بالسكاكين وباقي الأسلحة  وأسلوب الذبح الذي تم، يبرز الوجه الحقيقي لديكتاتورية أردوغان، والنهج السلفي الذي ينحدر منه .

 

نهاية المطاف الذي يحوي نتاج اللعبة التي تم تنفيذها، تبدأ بتساؤل ملح؟ حول كيف إستطاع أردوغان  معرفة كل القادة المشتركين بالإنقلاب بهذه السرعة! وإلقاء القبض عليهم، وخلال ساعات، وقراره بتسريح هذا العدد الهائل من القضاة وفصلهم من الخدمة، وليس هذا فقط، بل تعدى ذلك إلى مفاصل ليست ضمن المؤسسة العسكرية، وهذا يدل على وجود هذه القوائم مسبقا، مع إضافة استعمال التراجيديا لإستمالة الشعب وإبراز مظلومية رئيس الوزراء، وفبركة ظلم المؤسسة العسكرية، وأنها تريد بالبلد إلى الهاوية، كما ظهر من خلال الخطب التي ألقاها في الساحات العامة، مع تواجد مؤيديه، وإيصال رسالة انه قادر على قلب المعادلة . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك