المقالات

كيف نواجه خريف العراق؟! | قاسم العجرش

1285 08:19:49 2016-07-10

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com 

يحكى أن النعمان ملك الحيرة، أراد أن يبني قصراً ليس كمثله قصر، يفتخر به على العرب؛ ويفاخر به جيرانه الفرس, كان دافعه لهذه الرغبة الصدامية (..!..) هو أن ابن سابور ملك الفرس، كان سيقيم بهذا القصر، إذا أرسله أبوه إلى الحيرة، التي اشتهرت بطيب هوائها، وذلك لينشأ بين العرب ويتعلم ركوب الخيل.

كان سنمار الرومي؛ رجلاً مبدعاً ماهرا في البناء، فوقع اختيار النعمان، على سنمار لتصميم وبناء هذا القصر، فأستدعاه على عجل، وطلب منه أن يبني له قصرا، لا يوجد مثله في الدنيا، واستجاب سنمَّار لطلب الملك، وواصل الليل بالنهار؛ في تصميم وبناء القصر.

بنى سنمار القصر على مرتفع قريب من الحيرة، حيث تحيط به البساتين والرياض الخضراء، وكانت المياه تجري من الناحية العليا من النهر، على شكل دائرة حول ارض القصر، وتعود الى النهر من الناحية المنخفضة، وعندما انتهى سنمار من بناء القصر، وأطلقوا عليه اسم قصر الخورنق , وكانت الناس تمر به وتعجب من حسنه وبهائه.

بعد إنتهاء البناء، وقف سنمار والنعمان على سطح القصر، وظن سنمار؛ أن الملك سيمنحه مكافأة على إتقانه للعمل، لكن النعمان قال له: هل هُناك قصر مثل هذا القصر؟ أجاب سنمار: كلا ،ثم قال الملك: هل هناك بَنّاء غيرك يستطيع أن يبني مثل هذا القصر؟ أجاب سنمار: كلا ..ثم قال سنمار مُفتخراً: ألا تعلم أيها الأمير أن هذا القصر يرتكز على حجر واحد، وإذا أُزيل هذا الحجر فإن القصر سينهدم، فقال الملك النعمان: وهل غيرك يعلم موضع هذا الحجر؟ رد سنمار: كلا! فإذا بالملك يأمر بقتله، فلما سأله عن أسباب قتله؛ وهو الذي تعب في بلوغ مرضاته وتنفيذ ما طلب منه أجابه الملك بقوله: أخشى أن تبني مثله لغيري، ثمألقاه النعمان عن سطح القصر، فخر ميتاً.

مثل هذا حصل ويحصل بالعراق كثيرا ويوميا، فقد أطيح بآلاف الكفاءات والمتخصصين، الذين بإمكانهم قيادة الدولة، وخدمة الوطن بطرق عقلائية علمية، ليس ليحل محلهم رعاع القوم، ومن هم أدنى منهم كفاءة ومقدرة فحسب، بل لتتخلص الطبقة السياسية؛ من صداع أسمه الكفاءات والنخب، هذا الصداع الدائم ، الذي يُذكر الساسة بدونيتهم!

لقد تبوأ مئات من الفارغين أكاديميا مهنيا، مناصب تحتاج الى تخصصات دقيقة، ونُحي الذين يتوفرون عليها، وأصبحوا موظفين عاديين تحت أيدي أولئك، وهبط مستوى الأداء كثيرا، وتراجعت الجودة الى أدنى حدودها، وبتنا نشهد مشاريعا تفتقر الى الحد الأدنى من المعايير الفنية، واتُخذت قرارات مصيرية، تخص الإقتصاد والتجارة والمال، من قبل اُناس لا يمتلكون تخصصات بهذه المجالات، ووضع على رأس مؤسسات تحتاج الىتخصصات بعينها، أناس بتحصيل أكاديمي أقل من عادي، وتسلل الى مجلس النواب أشباه الأميين..

كلام قبل السلام: لا بد من جرعة كبيرة من فقدان الإحساس؛ كي نواجه الخريف العراقي..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك