المقالات

داعش المسكوت عنه

1452 18:29:20 2016-07-05

ينقل ان احد احفاد ابو سفيان في القرن الواحد والعشرين ، جاءه ابو سفيان في المنام ، ليسأله ويطمئن عليه وعلى احواله ، فسأله كيف حالكم من بعدي ، فأجابه حفيده لقد أسلمنا ! ، فصدم ابو سفيان من الخبر ، ولكن حفيده استدرك قائلاً وبتنا نحكمهم بأسم اسلامهم ، ونقتلهم بحجة تطبيق شرع دينهم ، وتسلطنا عليهم ، ونفذنا فكرك ومنهجك وكل ما تحلم به بزيهم ، لأننا أسلمنا ولم نؤمن ، أسلمنا لنستطيع التسلل الى حكمهم والانتقام منهم ! 

تجربتنا الديمقراطية الوليدة ، واجهت نفس المصير ، حيث هنالك الكثير ممن ارتدوا ارواب الديمقراطية ، وتظاهروا بحمل فكرها وسلوكها لينفذوا ما عجزوا عن إظهاره والحديث به ، ولو اطلعنا على قلوبهم وحقدهم على تجربتنا لولينا منهم فرارا ، ولملئنا منهم رعبا ! 

الجيوش المجيشة من عبدة النظام الصدامي ، المخابرات ، والاستخبارات ، والفدائيين ، والحرس الجمهوري ، والبعثيين اعتقاداً ، أين ذهبت هذه الآلاف منهم ؟ ، هل تنكروا لفكرهم ؟ هل اقتنعوا بالديمقراطية واعتنقوها فكراً وسلوكاً واعتقاداً ؟ أسئلة لابد ان تطرح ويجاب عنها ممن هم يحملون هم الدفاع عن تجربتنا الديمقراطية ، اذ خطر هؤلاء لا يمكن مقارنته بأي خطر اخر ، لانهم ينخرون جسد ديمقراطيتنا ، وينفذون أجنداتهم حتى يوصلونا الى ان نطلب البعث للخلاص من الديمقراطية 

استغلوا الحرية والحقوق الممنوحة من قبل الدستور العراقي ، أصبحوا يتحركون وينتقلون ويكتبون من دون قيد او ضاغط ، ليشاركوا في المظاهرات ، ويحولوها من مظاهرات ذات هدف اصلاحي حقيقي الى فوضى واعتداء على املاك الدولة ، وتدمير مؤسسات الدولة ، بعدما كانت المظاهرات قريبة من تحقيق هدفها الاصلاحي ، أفسدوها لانهم لا يريدون اصلاحاً ، فالإصلاح يضر مصالحهم ، ويدمر حلمهم بعودة بعثهم ، الفوضى هي الوسط الحامل لجرثومتهم ، والذي يوفر أفضل الأجواء لنموهم وتكاثرهم بعدما كانت المطالَب بمحاسبة المفسدين ، وسراق المال العام ، ومن اساء استخدام سلطته ، ومن تسبب في هدر أموال البلد ، وتسبب بشكل مباشر او غير مباشر بأحتلال ثلث العراق ، حرفوا هذه المطالبات بفعل خبرتهم في قيادة العقل الجمعي ، اصبحت الهتافات عبارة عن سب وشتم وانتقاص وسخرية من رموز المجتمع وقياداته ، وبالخصوص ممن قاتلوا البعث وازلامه في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي وكانوا السبب الرئيس في اضعافه ، وفضح سياساته في المنظمات والمؤتمرات الدولية ، فجعلوا المجتمع يحارب من حرره ، وينتقص ممن دافع عنه وضحى في سبيله ، مهمتهم افراغ المجتمع من اي وعي او فكر حر ، غايتهم نخر جسد المجتمع وإضعافه عن طريق تجريده من قادته الحقيقيون ، حتى يتفردوا به ، حينما يكون لا حول له ولا قوة ، ومن هنا تأتي خطورتهم ، فهم داعش المسكوت عنه ، مطلبنا ان يكون لنا حشد ثقافي ، يواجههم كما واجه حشد المرجعية ، دواعش الصحراء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك