المقالات

الشهيد البخاتي القائد بلا عنوان

3104 08:05:26 2016-07-02

عمار العامري

   ((منذ ساعة دخلنا مركز ناحية الصقلاوية, دخلناها محررين فاتحين منتصرين, ناصرين ومحررين للأهل والارض والعرض)) بهذه الكلمات زف من كان متخفياً برداء الإيثار والإخلاص بشرى تحرير مدينة الصقلاوية, هكذا صدحت حنجرة الشهيد السعيد صالح البخاتي معلناً أهداف مشروع الاسلام الاصيل.

   السيد البخاتي؛ ذلك الفتى الذي عرف منذ نعومة أضافره مجاهد في سبيل وطنه, وغيور على عقيدته, زاهداً بدنياه, التحق وهو في مقتبل العمر بالكوادر الجهادية للحركة الإسلامية تحت لواء السيد محمد باقر الحكيم, ليكن ثقة من ثقاته, وهو من قال فيه: ((هذا السيد لا تلمس منه الا الصدق)) فكان فعلاً صادق في أقواله, أمين في أفعاله,  حريص في أداء أعماله.

   حيث أصبح عنوان بارز في تاريخ الجهاد, وصولات أبناء الاهوار, الذين تشهد لهم عمليات دك أوكار النظام البائد في ميسان وذي قار, حيث كان أبناء (حركة حزب الله العراق) يصولون بصولات العز والشرف, مرهبين النظام ومزعزعين الارض تحت أقدام أزلامه, فكان السيد البخاتي جندياً من جند الإمام الحجة عج, دمث الأخلاق مع زملائه, وعابداً حيث ما كان الله أن يعبد.

   بات سيف من سيوف خطوط الداخل, بعدما أنتدبه شهيد المحراب لهذه المهمة الجهادية, كونها من أصعب المهام في مواجهة السلطة, فيشهد له أنه ممن دك مضاجع البعث, وأرعب عروشه حتى سقوط النظام, لتبدا مرحلة البناء في عراق ما بعد التغيير, فأصبح أحد رجالات الجهاد والبناء, رغم ابتعاده عن الاضواء والاعلام, الا أن نظرته للإحداث كانت ثاقبة, ورؤيته كانت واضحة وسديدة.

   وبعدما سعت عصابات داعش الارهابية الاقتراب من حرم سيدة المخدرات زينب ع, كان على رأس قوة جهادية من الشباب المؤمن, فأسهم في تشكيل (سرايا أنصار العقيلة) للدفاع عن الحرم المقدس, فشهدت له عمليات (الحجيرة والبويضة) متحدياً الارهاب معاهداً عمته العقيلة: ((هيهات أن يصلوا أليك)) حتى دفع الله بدمائهم الزكية الخطر عنها, فعاد منتصراً ذاباً بنفسه عن عقيدة المذهب وراية الاسلام.

   ومنذ صدور فتوى الجهاد الكفائي؛ كان من السباقين في تلبية هذا الواجب ضمن سرايا الجهاد, فكان مصداق للقائد بلا عنوان مع زملائه على السواتر, ومستشار مع القادة في غرف العمليات, شارك في أغلب المعارك ابتدأ من (اللطيفية وبنات الحسن وجرف الصخر والعوينات والزلاية والسجر) وكان أول من دخل الصقلاوية فاتحاً بعد تحريرها, لاسيما في معارك البوشجل التي كانت من تخطيطه.

   ليختم صالح البخاتي مسيرة جهاده طيلت ثلاثة عقود بالشهادة, التي كان دائماً يتمناها خلال عمليات تطهير الفلوجة من براثن العصابات الارهابية, فكانت وصيته: ((عدم البكاء ولبس السواد عليه)) لأنه يعلم أنها أعلى درجات الإيمان والتقوى والذود في سبيل الله تعالى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك