المقالات

هل العراق فعلاً الاسوء امنياً؟

1789 01:09:02 2016-06-21


نشرت وكالة "روسيا اليوم" تقريراً عن احتلال العراق المرتبة 161 بين 163 دولة، حسب "مؤشر كلوبل بيس" (Global Peace Index)، الذي استحدث (2007) لقياس السلمية النسبية للبلدان. يعتمد "المؤشر" الجدية والموضوعية، ويتابع 3 مؤشرات: الامن والسلامة.. والنزاعات الداخلية والخارجية.. والعسكرة. ويسجل 22 معياراً بالارقام المطلقة، وبالدرجات (1 الى 5).. كعدد القتلى، والجريمة الاجتماعية، والاستقرار، والنشاطات الارهابية، وعدد الجرائم والسجناء، والنازحين، الخ.

قد نجد بعض العزاء، ان دولاً متقدمة ومجاورة تحتل مراكز متأخرة ايضاً.. فمرتبة روسيا 151، ولبنان 146، وتركيا 145، واسرائيل 144، ومصر 142، والهند 141، وايران 133، والبحرين 132، والسعودية 129، والولايات المتحدة 103.. ويمكن توجيه انتقادات "للمؤشر"، بسبب معاييره الغربية.. وانخفاض اوزان فيه كالكراهية العنصرية، والتمييز الديني والمذهبي، والعنف نتيجة المخدرات والجنس والكحول. فالمسلم والمهاجر في عدد من البلدان الغربية قد يشعر بعدم الامان لهذه العوامل، بما لا يقل عن شعور الغربي بعدم الامان للعوامل الاخرى.

يخوض العراق المعركة الاهم عالمياً ضد الارهاب و"داعش"، وورث حروباً وانقسامات وصراعات اقليمية، وخضع للاحتلال والاجتياح. رغم ذلك فان تعميم ارقام "المؤشر" على العراق ككل يولد استنتاجات متناقضة.. الاول حالة اللاامن المنهارة في المحافظات والمناطق التي يسيطر عليها الارهاب او يهددها مباشرة.. والثاني الامن النسبي ومظاهر الحياة السلمية في 13-14 محافظة، كما تشهد، الازدحامات وحشود الملايين في الليالي والاسواق والمناسبات والزيارات والاجانب الوافدين للبلاد.. والتي لو طبقت عليها المعايير الـ22 لتحسن رصيدها عن رصيد العراق ككل.

يواجه العراق تعسفين.. الاول من الاخرين.. فهم يصدقون ما يسمعون.. فكثرت التقارير المغالية والمغلوطة التي تزيد المخاوف والتوتر والانطباعات الخاطئة.. والثاني بحق انفسنا. فالمفاهيم السائدة متصادمة، والمقولة المشهورة ان الجمهور يحب ويصوت للقوي، تمثل عندنا المتعسف والمعتدي. فيُساء استخدام الحريات العامة، وينصب البعض نفسه سلطة وقانوناً. فاذا تركنا الشأن السياسي والانقسامات وفوضى اساليب التعبير، والاقتصادي والسرقة والقتل لاجل المال، ووقفنا عند الشأن الاجتماعي فقط، فسنجد اعتداءات (من غير قوى الامن) تطال محال بيع المشروبات والدعارة والمفسدين، واخرى تحت يافطة الفصل العشائري خارج مناطقه وحدوده، ولاسباب عديدة، كقضايا المرور، والنزاعات العقارية، والتوظف، وملاحقة اطباء لوفاة ابن العشيرة، وهو تحت العلاج، الخ.

اما العسكرة فواقع تاريخي، وهي اليوم، اضافة للواقع الامني، واقع مالي واقتصادي ايضاً، يسعى اليه الشباب لاجل الرواتب. فارتفع معدل العسكرة (نسبة العسكر للسكان) من 8.71 بالالف 2005 الى حوالي 32.4 بالالف حالياً، دون حساب القوى شبه النظامية وغير الرسمية.. فازداد غرق البلاد بالشؤون السياسية والكلمات المُضخمة، واهمل الاهتمام بالتفاصيل اليومية الحسية والحياتية للمواطنين في رزقهم وخدماتهم ومصالحهم واسرهم ومواهبهم واوقات فراغهم والتسلية والاحساس بالرضا والسعادة، لتتوسع مساحات الحياة المدنية المسالمة، وليشعر المواطنون اساساً، والعالم معهم، اننا رغم صعوباتنا، قادرون على النهوض وقلب الصورة.

نشرت الـ"بي بي سي" تقريراً لـ"مارتن فليتشر" عن مركز "البصرة تايمز سكوير" التجاري. يقول "وبعد فحص امني سريع، دخلنا عالماً بعيداً كل البعد عن الصورة التقليدية للعراق. عالم يدعوك لان تكون سعيداً.. كان المركز لا يقل من حيث الضوء والاشراق والسعة عن اي مركز تجاري في الغرب. وكانت الطوابق الاربعة، ممتلئة بالمحلات والاكشاك. لكن الاكثر اثارة.. هم الناس انفسهم الذين تدفقوا بالمئات، رجالاً ونساء، صغاراً وكباراً، واولياء امور مع اطفالهم الرضع في عربات صغيرة"، الخ.

عادل عبد المهدي
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك