المقالات

ماذا بعد النصر القادم؟

1556 03:48:14 2016-06-20

خطاب رئيس مجلس الوزراء مساء الجمعة الذي تحدث فيه عن احكام السيطرة على مركز مدينة الفلوجة وعن الثقة العالية بالنصر الناجز فيها على داعش اليوم وفي الموصل غداً.. ذكرني بحديث وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف قبل ايام في مؤتمر صحفي بالنرويج على هامش مؤتمر حول حل الصراعات ، وطرحه رؤية ايرانية جديدة ومنطقية للأوضاع في سوريا والعراق بإقراره إن «الصراع في كل من سوريا والعراق لا يمكن حله بالسبل العسكرية فقط ، بل بحاجة إلى الاتفاق على أنه ليست هناك حلول عسكرية في أي من هذين الصراعين رغم أنه قد يكون هناك نصر عسكري.. حتى التغلب على المتطرفين يحتاج لأكثر من الاستراتيجية العسكرية».

لقد اشار الوزير في هذا الحديث بإمكانية تحقيق النصر العسكري لكنه لم يعتبره كافيا اذا لم يقترن باستراتيجيات اخرى مكملة ، وان كان لم يفصح عنها ، فإنها بلا شك ستكون ناجحة لأنها تأتي بعد تجربة طويلة في التعامل مع ملفي سوريا والعراق ، خمس سنوات في سوريا وسنتين في العراق فتحت بهما ايران ترسانتها التسليحية وقدمت خبراتها العسكرية وحالت دون سقوط دمشق واربيل وبغداد مثلما حالت دون توسع دولة داعش او تحولها الى امر واقع ، وهو ما اقرته التسريبات الامريكية الاخيرة من ان ادارة أوباما فكرت بعد العاشر من حزيران وهو تاريخ سقوط الموصل بالتعامل مع داعش.. دولة وامر واقع.

ما يهمنا من الامر برمته هو ماذا سنفعل بعد داعش؟ هل نكتفي بالنصر العسكري ام لنا ستراتيجية جديدة ترافق ذلك النصر القريب؟؟ غير المصالحة طبعا التي اصبحت ورقة محروقة وعفا عليها الزمن. 

وما يهمنا أيضاً لماذا يحاول البعض دق إسفين بين الجيش والحشد الشعبي؟ خصوصا وان الاخير جاء نتيجة فتوى مباركة من المرجعية الدينية العليا استجابت لها كافة فئات الشعب وطوائفه بالتضحية والوقوف بوجه الارهاب حينما كان يطرق ابواب بغداد.

ونتساءل ايضا ما الهدف من تسليح عشائر الأنبار اذا كان الجيش وبمساندة الحشد الشعبي يفي ويغطي ويزيد؟ هل هو لتسلم مسؤولية المناطق بعد تحريرها ام ان هناك من يعد العدة لحرب جديدة او تشكيل أقاليم متناحرة ومتنازعة؟؟. 

أسئلة كثيرة تدور في كواليس السياسيين والمعنيين لكن ما يحجبها غبار المعركة والرغبة الجامحة بالنصر على داعش وايقاف نزيف الدم العراقي الذي يسيل يوميا بالعبوات والمفخخات والانتحاريين.

واذا كان الامر على هذه الشاكلة فانه مقبول وغبار المعركة قاب قوسين او أدنى من الانقشاع في الفلوجة وبعدها في الموصل.. لكن ما يدق ناقوس الخطر هو الحديث عن احتمال ظهور تنظيم ارهابي جديد قد يخلف داعش في المناطق الغربية حال انتهاء المعركة ، وهنا نعود الى حديث الوزير الايراني بان التغلب على المتطرفين يحتاج لأكثر من النصر العسكري ، فهل فكرنا ماذا نفعل بعد القضاء على داعش؟ وهل القضاء عليه هو قضاء على التطرف والمتطرفين؟ وهل ستعود الامور الى طبيعتها وهناك من ينفخ بنار الأحقاد والكراهية تحت عناوين الانتهاكات بحق المدنيين؟.

لن تهدأ الامور بعد داعش في المناطق المحررة حتى لو انسحب الحشد الشعبي منها؟ ولن تنتهي القصة بتحرير الفلوجة والموصل؟ ولن تقف المفخخات والانتحاريين ولن يحقن الدم العراقي الطاهر.. اذا لم نفكر بعقلانية: بالوحدة اولا؛ تفويت الفرصة على من يفرقنا ويزرع الفتنة بيننا ثانيا؛ وترتيب بيتنا الداخلي والسياسي ثالثا؛ قبل نهاية داعش.

وترتيب البيت قبل وبعد النصر لن يكون بالبناء والإعمار فقط والذي قد يذهب جله الى جيوب الفاسدين بل بالعمل على اجتثاث الفكر المتطرف من تلك المجتمعات وتطويعها وطنيا من خلال استراتيجية تعيد لها اللحمة التي تضررت مع باقي اجزاء الوطن وتزيل ما خلفه داعش من خراب وافكار ومعتقدات دخيلة وبالية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك