ثمة مشكلة يعاني منها عامة أهل العراق، انهم متوانون في الالتفات الى مصالحهم السياسية والمجتمعية، فغالبا ما تمر عليهم الأحداث المفصلية مرور الكرام، وحينها يكونون في حالة من الافتقار الى النظرة الفاحصة للأحداث، فلا هم يمتلكون القدرة على تصويب مسيرتهم، ولا هم يبحثون عن القيادات التي تخلصهم من الوقوع في أتون المحذور، ولا هم مطيعون لأمر مرجعيتهم الرشيدة الا بعد اللتيا والتي ..!
العراقيون على الدوام فاقدون للبوصلة، وبعد ذلك يعتمدون على امكاناتهم المحدودة في تسيير أمورهم، وبالتالي تظهر النتائج سلبية، ومضرة بواقعهم.
في أزمنة الجور والظلم والاستبداد على المستوى العام، والانانية والعبثية والنفاق على المستوى الخاص، تغدوا القيادات المخلصة عزيزة، فإن وجدت فهي مرصودة من قبل أعداء الخارج، ومهمشة من قبل الأصدقاء في الداخل!
لذا فإن القيح في قلب المرجعية قد بلغ أوجه، فهي إن اضمرت من تثق بهم من القيادات الصالحة، فما ذلك الا من اجل ان لا تكشف عن حجم الحياة في جسد الحوزة العلمية، اذ من الممكن للمرجعية ان تتصل بالقيادات السياسية الموثوقة، وتشكل قوة كبيرة ممانعة لجميع اشكال الخطر المحيق بالبلد، ومقادة من قبل الحوزة بالمباشر.
لكن ما بين أمل المرجعية بالتكليف المباشر للقيادات السياسية، وبين الأمل بأن يحكم البلاد من هو اهل للحكم، هنالك تُكسر الدفة، وتسوّف القيادة، وتضيع الآمال، وتصبح البلاد في حالة فوضى ويتغلب الأعداء، كداعش وامثال داعش، وهكذا بدى للمرجعية الدينية أمر التكليف المباشر للقيادات الأمنية الموثوقة، واطلقت الجهاد كفتوى، لا كأمر قيادي ..!
من يقرأ خطاب التأبين الصادر من مكتب المرجع السيستاني، لعزيز العراق، يجد بين السطور حجم المعاناة التي تثقل كاهل المرجعية، وحجم الألم الماكث في صدرها، والذي يكبل ارادتها ويكبح جماح حزمها وعزمها على تسديد أمور البلاد! وكل ذلك مرده الى الأنانية الكامنة في نفوس بعض القيادات السياسية، والعبثية والجهل لدى البعض، ووباء النفاق الذي أصيب به بعض آخر منهم!
هكذا كان ذلك العزيز، فردا عزيزاً فقده العراقيون في أيام المحنة أباً حنوناً، وحكيماً مخلصاً، وفقدته المرجعية أملاً، كانت تدخره ليكون ربان السفينة التي تناوشتها أمواج البحر المتلاطمة! فلا أدري ماذا سيعدّ الأنانيون والعبثيون والمنافقون، من أجوبة يوم الحساب على تفريطهم بعزيز العراق؟! وأما هو فهنيئاً له عاش عزيزاً، ومات عزيزاً، وسوف يُبعث عزيزا.
https://telegram.me/buratha