سلام محمد العامري
Ssalam599@yahoo.com
قال أحد الشعراء العرب القدامى: تعال يا ذاك الزمان بخيرك-- ولكل عصر دولة ورجالُ.
تتغير السياسات بين فترة وأخرى, تبعا للظروف التي تمر بها البلاد, وما لم تظهر شخصية فذة, للمرحلة المتغيرة, فإن السياسة لذلك البلد ستكون, سياسة جامدة لا حياة بها.
مَرَّ العراق قبل وأثناء فترة الاحتلال الأمريكي, بأزمات سياسية وحروب, فما بين اضطهاد البعث الصدامي, لكافة أحزاب المعارضة, واعتدائه على دول الجوار, حصل ما حصل عام 2003, ليسقط النظام الدكتاتوري, ويُصار الى حكم العراق, بنظام برلماني ديموقراطي, يكون به الحكم, لمن يمثل أغلبية الشعب.
ليتكون تحالف القوى الشيعية, بقائمة واحدة تحت رقم 555, وقد تزعمها حينها, السيد عبد العزيز الحكيم, الذي كان له احتراما مطلقاً, من قبل كل القوى المشاركة, فهو ابن المرجع السيد محسن الحكيم, الذي كان زعيم الحوزة العلمية بالنجف الأشرف, ومن عائلة معروفة بمعارضتها, للنظام الدكتاتوري البعثي, كما أنه كان من الملاصقين, لآخية السيد محمد باقر الحكيم, الذي اغتالته يد الغدر, بانفجار مروع, بعد صلاة الجمعه29/8/2003.
في خضم الأحداث وخطورتها, ما بين انشقاقات داخلية, واحتلال بغيض, وتجاذبات سياسية, كان السيد عبد العزيز, يمثل قطب الرحى لكل الساسة, فلم تفته شاردة ولا واردة, إلا وأدلى بدلوه من أجل الاستقرار, وتوحيد الصفوف, لكن تجري الرياح, بما لا تشتهي السَفَنُ, فقد طالته يد القدر, ليخطفه الجل الذي لابد منه, في 26/6/2009.
كان رجل دولة بحق, ومن المؤيدين للفيدرالية, وصاحب مشروع إقليم الوسط والجنوب, الذي لو كُتِب له أن يرى النور, لكان الآن عندنا إقليم قوي, يضاهي كل الأقاليم, لتوافر كل أسس نجاحه, وقد كان رحمه الباري عز وجل, مثلاً يُحتذى به.
أختم مقالي المتواضع بحق, ذلك الصرح الشامخ, بقول كان يردده قبل الرحيل لجوار ربه" نحن بالقرآن متسلحون, وبطريق ذات الشوكة سائرون".
https://telegram.me/buratha