المقالات

عبد العزيز الحكيم وبناء الدولة ...

2051 23:49:05 2016-06-08

كتب داود البصري أحد الكتّاب المأجورين، في بداية تشكيل الحكومة العراقية، واضح الإنتماء المدافع عن الإحتلال والسطوة والقوة، يقابله الإستهانة بكلمات يسيطر عليها الإستهزاء بما يملكه المجلس الأعلى ومقاتليه بالذود عن الوطن، وأعتبر ذلك التهديد فارغ المحتوى! ولا يعلم ماهيّة الفكر الذي يحمله رئيس المجلس في حينه، والقوة العسكرية المدربة، ومسألة رفع السلاح بوجه الاحتلال نكران للجميل! الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية حسب إعتقاده ِ بتخليص العراق من نظام صدام !.

الهرولة خلف الأمريكان لجأ إليه كثير من السياسيين في باديء الأمر! والأرشيف الصوري والصوتي وما ذكرته وسائل الإعلام واضح للعيان خير دليل، وتصدر المجلس الأعلى وفي أول تشكيل للحكومة، ومجلس الحكم كان النواة الأولى، والانطلاق صوب العملية الديمقراطية، وغاب عن المتابع كيفية إختيار المسار وإنشاء دولة، وتهديد السفير زلماي خليل زاده، وكشف نواياه من خلال إيجاد أرض خصبة، لوجود عدو كان أسهل الطرق لإخضاع القيادة العراقية الجديدة للإرادة الأمريكية، خاصة المجلس الأعلى وكوادره وتنظيماته، لأنه النَّد الوحيد الذي وقف بوجههم . 

تشكيل الحكومة العراقية كان بيد المجلس الأعلى، وإمتلاكهٍ القوة العسكرية الوحيدة التي تمتلك زمام الأمور، وهي قوة مدربة على أنواع القتال، ويمتلكون تجربة سنين في مقارعة أعتى نظام إستبدادي، وبإمكانها إخراج الأمريكان بقوة السلاح، وكان يعاب على المجلس الأعلى بتسمية أمريكا بالشيطان الأكبر، لأنها سبب كل البلاء الذي حدث في المنطقة العربية، التي لا زال العراق يعاني إثر تلك التدخلات، وهنا إستطاع السيد عبد العزيز الحكيم، وبعد التقائه بالمراجع في النجف الأشرف، تشكيل الحكومة العراقية، وبعدها الإسراع بإنتخابات جعلت اللبنة الأولى بعصر جديد .

بعد إعطاء الضوء الأخضر للعناصر الإرهابية، وبقايا نظام البعث للعبث والوقوف بوجه إنشاء دولة، كانت الأنظار تتجه صوب الحكيم، لكن المثير للغرابة أن أكثر الأصدقاء كان يقف بالضد من أي مبادرة يطلقها سماحته، دون طرح مبرر لتلك المعارضة، بل يجهلون لماذا عارضوا! ولم يتجرأ أحد من أولائك بالسؤال ولو من باب الإستفسار، بل ساروا بركب المحتل، وبرروا له كل الخطوات التي تقف حائل دون تحقيق ذلك، وما وقوفهم أمام مبادرة تشكيل اللجان الشعبية ومسألة الأقاليم أبسط دليل، ولو تمعنوا بما يحمل السيّد عبد العزيز من فكر وبعد نظر، لما وقفوا تلك الوقفة وما أحوجهم اليوم إليها .

فقدناه بوقت كنّا أحوج إليه، كما فقدنا من قبله شهيد المحراب، ونتحسر عليهم لأننا كنّا نعول عليهم كثيراً، ولم نلحق ببرنامجهم الذي أعدّوه لبناء دولة، فكانت الشهادة ختام لتلك الرحلة الجهادية، ولو قرأنا مؤلفاتهم لوجدنا تطابقاً فكرياً وعقائدياً لديهم، وكأنه منهاج تسير عليه هذه العائلة، ووراثة جينات الثورة متجذرةٌ في وجدانهم وعقولهم، منذ عهد السيّد محسن الحكيم ولحد اليوم، وهذا منهاج آل البيت الذي يرفض الظلم والاستعباد والتسلط، وهيهات منّا الذلة منهاج الحسين، الذي وقف بوجه يزيد ورهطه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك