وكم كنا نتمنى كعراقيين أن يتذكر حكام الأبد وإعلامهم مدينة القدس التي تضم في حضنها الدامي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين والتي احتلها العدو الصهيوني العنصري منذ حوالي خمسين عاما، وصادر أراضيها وحولها إلى مستوطنات يسكنها غلاة الصهاينة وتهويدها والعمل على إعلانها عاصمة لهم يجريان على قدم وساق وحكام آل سعود الذين يعتبر ملكهم نفسه (خادم الحرمين) لايحركون ساكنا. ومن الواضح إن الغزل السعودي مستمر مع الكيان الصهيوني للتطبيع معه سياسيا واقتصاديا وعسكريا صار حقيقة واقعة لاينكرها صاحب بصر وبصيرة. ولم تكن تصريحات تركي الفيصل رئيس المخابرات السعودي السابق بعيدة عن هذا الواقع حين قال بعظمة لسانه:
(إن التعاون بين الدول العربية وإسرائيل لمواجهة التحديات مهما كان مصدرها سواء كانت إيران أو أي مصدر آخر ستكون مدعمة بصورة أقوى في ظرف يكون فيه سلام بين الدول العربية وإسرائيل .)
ويتابع قائلا : (ولا أستطيع أن أرى أي صعوبات بالأخذ بذلك وأقول دائما للمشاهدين اليهود أنه وبالعقول العربية والمال اليهودي يمكننا المضي قدما بصورة جيدة، وفكروا ما يمكن تحقيقه في المواضيع العلمية والتكنولوجيا والمسائل الإنسانية والعديد من الأمور الأخرى التي بحاجة إلى النظر إليها .) هذا هو العقل العربي الذي يمثله آل سعود والذي تحول إلى شهوة القتل والتدمير من خلال حروبه في المنطقة العربية ويسعى إلى توسيعها لتشمل بلدانا عربية وإسلامية أخرى خدمة للكيان الصهيوني .
ومن الملاحظ إن هذا الغزل السعودي مع الكيان الصهيوني على لسان تركي الفيصل وقبله أنور عشقي وغيره لم يستفز الإعلام العربي الغارق في تزييفه للحقائق بقدر مااستفزه تحرير مدينة عراقية وأهلها الأسرى الذين حولتهم العصابات الداعشية الظلامية إلى دروع بشرية، وقتلت من لايبايع زعيمها الضال فراح يتخبط في وحل أكاذيبه،ويحاول بطرق ديماغوئية أن يظهر بأن إيران متحالفة مع أمريكا في حربها ضد داعش، ويتجاهل كل التأريخ الطويل لعمالة أسياده لأمريكا التي وضعتهم على كراسيهم وحمت عروشهم بأساطيلها وقواعدها الدائمة، وجهزتهم بكل أسباب القوة.وما زال هذا الإعلام المحرف للحقائق والوقائع منهمكا بعرض الصور المفبركة، وإطلاق شعارات ماأنزل الله بها من سلطان لتضليل عقل المشاهد ألعربي، وتعبئة روحه وقلبه بالنعرات الطائفية الجاهلية وجعله أسيرا لها. ومن المضحك المبكي إنني شاهدت بأم عيني أحد هؤلاء وهو يجأر في فضائيته والزبد يتطاير من شفتيه صارخا (أين أنتم ياجنرالات العرب وأمريكا والفرس يقتلون أبناءكم وإخوانكم في الفلوجه ؟ متى تتحركون لإنقاذهم من بطش الميليشيات الشيعية الإيرانية وأنتم ترون بأعينكم قاسم سليماني يستبيح أرض العراق ويزرع فيها الموت والدمار؟ إلى متى ستبقون ساكتين ومقدساتكم تنتهك على أيدي الفرس؟!!!)
وكأن هذا الشخص المهووس بطائفيته يدعو في ندائه المسعور إلى تحرير فلسطين . وشاهدت طائفيا آخر في فضائية آل ضاري الضلالية يقول لمحاوره بالحرف الواحد:
(إذا لم تستلم السعودية العراق فستصاب الأمة العربية بكارثة كبرى وسيصبح أهل السنة في العراق في خبر كان)
وكأن العراق في عقله الطائفي المريض هو جزر القمر حتى يتحول إلى لقمة سائغة لحكام آل سعود الأشرار الذين أقض مضجعهم صمود شعب اليمن وهم في العام الثاني من عدوانهم البربري الشريرعليه ولم يستطيعوا كسر شوكته وإخضاعه لبيت الطاعة السعودي الضلالي الغاشم .
هذان مثلان من أطنان من هذه التفاهات الطائفية التي نضحها العقل العربي على مدار الساعة في فضائياته الضلالية والغرض الأساسي منها إبقاء الدواعش في هذه المدينة العراقية العزيزة ليبقوا مصدرا لتهديد للعاصمة بغداد التي تبعد عنها حوالي 55كم عسى أن يتحقق حلمهم بالتسلل إليها ومن ثم إسقاط الدولة العراقية عن طريقها.وحينذاك يحتفل العقل العربي بعرسه المشهود ، ويتقاطر أصحاب العقل العربي المبدع لتهنئة الكيان الصهيوني لتبدأ مرحلة التطبيع الكامل معه وهذه هي الحقيقة التي تخفي خلفها هذه الهستريا الطائفية الجنونية .
https://telegram.me/buratha