لا شيء بديل عن الكلام, إلا الصمت, عندما تخيب الظنون, وهكذا كان رد المرجعية, بعد أن أصابها ما أصابها من صم الآذان, عن الخدمات والأمن وتقديم الأفضل, واجتياح الفساد مفاصل الحكومة, لتعطي درساً سامياً لساسة العراق, عسى أن يفهموا خطورة وضع البلد, لكن على ما يبدو, أن بعضهم لم يعوا الدرس!
بعد هرجٍ ومَرج, ساد الشارع العراقي, ومنافسة بين التيارات, شعبية وسياسية ومُسيَّسة, ركب الموجة بعض الساسة لخلط الأوراق! غير آبهين بخطورة المرحلة! وكأنهم في وادٍ عميق, لم يروا ما يدور في قمة الجبل! فعمدوا لاعتصام برلماني, بعد أن صرح زعيم أكبر كتلة, أن الاعتصامات الشعبية مخالفة للدستور.
دخل العراق في أزمة جديدة خانقة, فقد عُطِلَ عمل البرلمان, وتوقفت اجتماعات مجلس الوزراء, وتوقف التغيير الوزاري, الذي وصفه العبادي, أنه الخطوة الأولى للإصلاح, وبدلا عن شد الأزر, من أجل الإسراع في الخطوات, اتخذ بعض الساسة, مبدأ خالف حتى يعرفك الناس!
بعد التي والُّتَيا, من شجارات وتقاذف بقناني الماء, وتهجم على بعض أعضاء البرلمان, تم طرح مشروع, تكوين كتلة أغلبية وطنية, عابرة للطائفية, تقابل كتلة معارضة إيجابية.
رجع البرلمان برئاسته الأولى, وكأنك يا أبو زيد ما غزيت, حيث فشل برلمان المعتصمين, من ركوب موجة التغيير, وفشل مخطط الحاقدين, لتأخير معركة الفلوجة.
كانت مرحلة تسقيط لتأريخ من الجهاد, وقد وصف سيد البلغاء عليه السلام," الغوغاء هم قوم, إذا اجتمعوا ضروا, وإن تفرقوا نفعوا".
هذا نتيجة لصمت المرجعية, حيث جعلت الأمور تتضح على حقيقتها, ليتم فرز الخبيث عن الطيب.
https://telegram.me/buratha