المقالات

مدرسة شهيد المحراب وفنون القتال ....

1976 21:39:29 2016-06-01

وجوه يعلوها غبار المناطق المحررة، وملابس متسخة ومتيبسة ممزوجة بعرق المعارك التي خاضوها، بشرة سمراء إثر لهيب الشمس، التي غيرتها وهم رابضون يترقبون، إمّا سيارات مفخخة، أو آلية مدرعة ملغمة، أو مجموعة تريد أن تغير معادلة، التي ما عادت تنفع مع هؤلاء الذين طلقوا الدنيا ويبغون الآخرة، لتلك الفتوى المقدسة التي لبّى ندائها غيارى العراق، ومن كل الطوائف، ولم تكن حكراً على طائفة معينه، فكان هنالك جون، وعابس، وحبيب، مع ركب من ذهبوا إلى ربهم، وهم شهداء مضمخين بدمائهم الزكية .

كل الفصائل المشاركة بالمعارك، محل إحترام وتبجيل وقبلة على جبينهم المعفر، هدفهم تحرير العراق، لكن أبناء "محمد باقر الحكيم"، جنود طرازهم يختلف عن بقية الفصائل، ولهم خبرة قتالية تمتد لسنين طويلة، خبروها عندما حاربوا الطاغية في بداية ثمانينات القرن الماضي، ولحد سقوط النظام، والحاج "هادي العامري" ومقاتليه من فيلق بدر الظافر، وسرايا الجهاد، والعقيدة، وعاشوراء، والتركمان، هم تلك الثمرة التي أذاقت الأعداء مر الهزيمة، في كل المعارك التي خاضوها، والتضحيات التي أعطوها دليل لا إلتباس فيه .

الأخبار المتناقلة وخلال الفترة الماضية، لم يُسَجَّلْ أي خرق، في المناطق التي حررتها تلك الفصائل من تيار شهيد المحراب الخالد، وإن دل ذلك إنما يدل على الحرص والإنضباط العالي والمهنية العسكرية، لان كل المتطوعين الجدد من تلك الفصائل، لم يتم زجهم بالمعارك مباشرةً، بل يتم صقلهم وتعليمهم فنون القتال، سيما وأن القتال الجاري عبارة عن قتال شوارع، وهذا يحتاج إلى تدريب عالي، كونه يعتبر من أخطر القتالات، وسياقاته تختلف عن السياقات العسكرية المتبعة في الحروب التقليدية، وقد ذكر كثير من المختصين بالشأن العسكري قوة وبأس تلك الفصائل . 

الفتوى التي صدرت من المرجع الأعلى، تعتبر بمثابة أمر لهم كونهم عقائديون، وتمثل لهم أمر إلهي، وعليهم الإنخراط في القتال تلبية لتلك الفتوى التي غيرت الموازين، وساعدت القوات الأمنية أيّما مساعدة، بل بعثت في نفوسهم الأمل بعد الإنكسار، الذي ظهر في محافظة نينوى وسقوطها، إثر إشاعة ساعدت بشكل وآخر في تلك الحادثة، مع الجانب الإعلامي المعادي، وهذا بالطبع يقع عاتقه على القيادة العامة للقوات المسلحة، وهي من تتحمل كل الإجراءآت القانونية، لان ضحاياها كانت أعلى بكثير مقارنة بحجم القوة المهاجمة .

أثبتت وبكل جدارة تلك القوات، التي ساهمت بشكل وآخر، صنع إنتصارات لم يشهد لها تاريخ الحروب، والتضحيات التي قدموها على طبق من ذهب، للحكومة أولاً وللشعب العراقي ثانياً، ننحني لها وبكل إحترام، ونأخذ لهم "سلام خذ"، لأنهم صنعوا من دمائهم طريق النصر المؤزر، وتكريم هذه الدماء بكتابة تلك الأسماء بماء الذهب، على جدار كبير في وسط بغداد، ليعرف العالم أن هؤلاء جاءوا بمحض إرادتهم، يطلبون الموت لحماية بلدهم، وعلى الدولة رعاية عوائلهم عرفانا لهم ولكل شهداء العراق .

كل من يزاود على الجيش، الذي بناه شهيد المحراب بيديه، بمحاولة النيل منه، كأنما يريد أن يًفْرِغ البحر من ماءه، بل سيعجز في نهاية الأمر، وما الأبواق الناعقة على الفضائيات، سوى عبارة عن شخوص مأجورة يخر لعابها أمام دولارات الخليج، التي ستشح بمجرد الإنتهاء من داعش، وكم جرب صدام أيام حكمه قبلكم، وبمساعدة كل قوى الإستكبار العالمي من النيل منهم، لكنه خسر وخاب، بل إنكسر في الثورة الشعبانية، ووصل به الهروب لخارج العراق، لولا أعراب الخليج وأمريكا، التي ساعدته بعدما قضت على تلك الجيوش الجرارة، التي كانت تحتل الكويت فهل من معتبر؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
هاني كاطع
2016-06-02
رسالة مفتوحة الى الكاتب . سيدي فرق كبير بين عنوان المقال والمحتوى . اتنمى ان تركز اكثر عند كتابة اي مقال قادم واذا كنت تدخن فاترك التدخين واذا كنت تشرب نركيلة انصحك ان تترك النركيلة . شكرا ً .
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك