المقالات

السيستاني سيد الحشد/ رحيم الخالدي

2642 06:54:40 2016-05-31

رحيم الخالدي

أُصيبَ العراقيين بالذهول من النتائج الكارثية! التي أدت إلى إنكسار الجيش العراقي بهذه السرعة، إثر دخول داعش الموصل وإحتلالها بتعداد لا يتجاوز أعداهم فوج متكامل، وأسلحة خفيفة ومتوسطة مقابل جيش متدرب، يمتلك مدافع ودبابات  وآليات متطورة، ولِنُذَكِّرْ بالقوات الماسكة للأرض، أربع فرق زائد فرقة شرطة إتحادية، يعني خمس فرق، ولو تجاوزنا أعداد الفضائيين بتعداد فرقة، يصفي لنا أربعُ فرق، وهنا يلعب العامل النفسي والمعنوي لعبتهُ، الذي أدى لذلك الإنهيار !.

قنوات مأجورة أكملت مهمتها في انتشار تلك الألعوبة الإعلامية، في ترويج أكذوبة الطائفية، وأن الدولة تهمش أبناء السنّة، وكأن سليم الجبوري جاء من القمر، وإتحاد القوى من جنوب السودان "دارفور"، وقائمة أياد علاوي من كشمير الإقليم المتنازع عليه، وغيرها من القوائم التي تمثل المكون الآخر في العملية السياسية، والمثير للجدل أن كل هذه القوائم أصبحت إمّا صامتة بعد ذلك الخرق! أو إنجرفت مع الحدث كما صرحت به النائبة من القائمة العراقية، العائدة لــ "أياد علاوي"، بأن أهل الموصل يعيشون بخير، ويسألون عن حال أهل بغداد !.

 الحكومة وبكل قواها العسكرية المتبقية لم تحرك ساكناً، وكأن الأمر متفق عليه! وكان الإمكان المسارعة وإرجاع الأمر كما كان سابقاً، لكن الخيانة جعل داعش تتوغل أكثر، وحدثت مجزرة سبايكر بعد علم الإرهاب أن الطريق مفتوح أمامكم، وعليكم إتمام مهمتكم، والمواطن ينتظر الإجراء الحكومي والعسكري بالأخص، لأنه عنصر القوة لهيبة الدولة والشعب، وبعد اليأس جاء الرد الصاعق بالفتوى، التي لم يتوقعها كل العالم بالجهاد الكفائي، ومن منبر الجمعة بكربلاء المقدسة، حيث جعلت من كان يظن العراق خضع للمخطط المرسوم، عليه إعادة حساباته من جديد .

الحشد الشعبي كان موجوداً، وبفصائل معروفة وتيار شهيد المحراب كان له الحضور الواسع فيها، بل أكثرها عددا، ويحارب المجاميع الإرهابية ومنتشرون في كل القواطع، ولكن ليس بالحجم الكبير قبل فتوى الجهاد الكفائي، وتلك الفصائل يمكنها أن تغير معادلات، لكن ليس بالحجم العددي الكثير كما هو الآن، وهنا ما على الحكومة إلا بالقبول بالأمر الواقع، لان الإرهاب بات على أبواب بغداد، وإسقاطها كان بين قوسين أو أدنى، مع الصمت المطبق من الذين يصعدون المنصات الإعلامية اليوم، يدافعون وكما يحلو لهم بتسمية الإرهابيين بالمدنيين، ومناشدات كثيرة ومن أكثر من طرف، تساعدهم القنوات الإعلامية المأجورة، ومن تلك القنوات التي تعتبر نفسها عراقية! والشرقية والبغدادية وغيرها أنموذجا على الخسة والنذالة .

الحشد المقدس الذي جاء وفق فتوى المرجع الأعلى، السيد "علي السيستاني"، أمر فرض نفسه في الحرب الدائرة بين العراق وقوى الشر، وأثبتَ أهليتهُ وإنتمائهِ الوطني وقوته، بل أصبح قوة يخشاها كل من تسول له نفسه بالدخول بحرب معها، ولولاه لكان الوطن ملعب لتلك العصابات، المُمَوَلة من أعراب الخليج، بمخططات صهيوأمريكية، وهذا ليس بجديد، بل إمتداده لمعاهدة بورتسموث السيئة الصيت قبل مئة عام مضت، التي فككت المنطقة العربية إلى دويلات وفق سياسة "فرّق تسد"، وما تلك الفتوى إلا أمرٌ الهي، للوقوف بوجه كُل من يُريد إحتلال العراق، بعدما فشل كل المخططات .

إستدامة النصر مؤازرة تلك القوة العراقية الشعبية، وليس الوقوف بوجهها وتسقيطها، من خلال عروض المساجلات الإعلامية، التي تظهر بالقنوات المغرضة بحجة حماية المدنيين! ولو فرضنا جدلاً  أن الكلام صحيح، وأن هؤلاء مدنيين، فنحن لسنا بحاجة لهم، لأنهم يصدرون لنا الموت يومياً، وليس من المعقول أن نهمش شعبا كاملا، ومن محافظات كثيرة وكبيرة الحجم بمواطنيها، من أجل ثلة مجرمة، لا تعرف لغة الإنسانية، وكل ما لديها وما تحويه تلك الأدمغة المتحجرة، لغة واحدة، الموت والمفخخات والأحزمة الناسفة فقط . 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك